سوريا
برهان غليون :"لمست معنويات استثنائية لدى السوريين وغياب الحكومة لم يؤثر على سير الحياة في القرى والمناطق الثائرة"
برهان غليون،الرئيس السابق " للمجلس الوطني السوري"، يتحدث عن نتائج الزيارة الخاطفة التي قام بها إلى سوريا حيث تمكن من لقاء بعض المواطنين والثوار في منطقة إدلب واطلع على الأوضاع الإنسانية في تلك المنطقة.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
ما هي انطباعاتك بعد الزيارة التي قمت بها إلى منطقة إدلب في سوريا ؟
انطباعاتي الأولى هي أننا أمام شعب تحرّكه روح بطولية ولديه معنويات استثنائية، وهو مصمم أكثر من أي وقت مضى على الاستمرار في الثورة حتى تحقيق النصر.
المناطق التي زرتها هي مناطق مهمة وحساسة في إدلب وريف إدلب، لم يعد للنظام أي حضور فيها تقريباً لا سياسياً ولا معنوياً ولا قانونياً ولا حكومياً، حتى أن مخافر الشرطة أصبح العديد منها بيد " الجيش السوري الحر" الذي يقوم بدور الشرطة، ومعظمها تضم لجاناً للإعاشة والقانون والقضاء.
التنظيم الذي يقيمه المجتمع بنفسه لنفسه بغياب الحكومة مدهش، وهذا يدل على أنه شعب حضاري، بحيث أن الغياب الحكومي لم يجعل الحياة تتدهور، بل على العكس المدن تعيش بشكل طبيعي ومنظم.
قوافل " الجيش الحر" تمر في الشوارع وتتلقى تحيات السكان، في مشهدٍ إنما يدل على عظمة ومدنيّة هذا الشعب.
لكن الوضع الإنساني مأساوي، وما يعوض عنه هو الروح المعنوية العالية والتضامن الاستثنائي بين أبناء الشعب بمختلف طبقاته وفئاته. هناك كارثة في ما يتعلق بالمواد الغذائية والخبز والمواد الطبية، إذ أن النظام يقضي على المستشفيات ويغتال الأطباء، مما يجعل الحياة صعبة جداً، وهناك مشاكل تتعلق بالسلاح والذخيرة.
الناس هناك ينقصهم كل شيء، الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة، وما يجعلهم يعيشون هو إيمانهم العميق بالنصر القريب والتضامن في ما بينهم وثقتهم بأنفسهم. هناك سوريا جديدة ولدت تحركها روح الحرية والاستقلال، هذه الحرية التي اكتسبتها بدماء شبابها.
ما هي الرسالة التي حمّلها الثوار إلى المعارضة السورية في الخارج من خلال وجودك هناك ؟
حتى الآن كان الثوار في الداخل السوري يشعرون أن المعارضة في الخارج بعيدة عنهم، وأن أعضاءها يعيشون في أبراج عالية ويهتمون بالعلاقات الدولية أكثر مما يهتمون بالثورة والثوّار.
رسالة الثوار الرئيسية هي أنهم يريدون التواصل مع المعارضة، وبأن وجودها على الأرض ضروري جداً. وهذا ما نحاول تأكيده من خلال زيارتي لمنطقة إدلب، وهي أن حياتنا ليست أغلى من حياتهم وتضحياتهم لا يمكن أن تترك هكذا، ولا بد أن تكون المعارضة معهم في كل لحظة وثانية وأن تقدّم لهم كل ما يحتاجونه، وهذا جزء من الرسالة.
هل تتوقعون تحركاً دولياً قريباً لمساندة المعارضة السورية ؟
هناك تحركات دولية مستمرة منذ فترة، لكنها لم تثمر حتى الآن. وقد حاولت من خلال زيارتي لسوريا أن أؤكد للناس هناك أنه إذا تخلى العالم عن هذا الشعب العظيم، فالمعارضة لن تتخلى عنه وستعمل معه بجميع الوسائل من أجل أن تنتصر ثورته ومبادئه.
اليوم وبعد انفضاح حقيقة النظام وفقدانه السيطرة على البلاد وشعور جميع الدول أنه فقد السيطرة وهو رافض لأي حل سياسي كما كان يأمل " تجمع أصدقاء سوريا" والكثير من الدول، ليس هناك من رد دولي حقيقي إلا مساعدة الشعب السوري على الخلاص بأسرع وقت ممكن، وبالتالي تقديم يد العون له، وبشكلٍ أساسي تلبية حاجة الثوار على جميع المستويات من إغاثة إنسانية، إلى الإمداد بالسلاح الذي يمكّنه من الانتصار في معركته.
ما دامت المعركة فرُضت كما قال بشار الأسد وأنه في حرب حقيقية ضد شعبه، فلا بد أيضاً أن تؤمن وسائل الانتصار في هذه الحرب للشعب بدل الطاغية الذي سيطر حتى الآن بعد أبيه على مقاليد الأمور وحوّل الوطن إلى مزرعة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك