إسرائيل

ما وراء الاتهامات الإسرائيلية لإيران و"حزب الله" بتفجيرات بلغاريا ؟

جان دبغي، الباحث الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط، يتحدث عن تداعيات وخلفيات الاتهامات الإسرائيلية لإيران و" حزب الله" اللبناني بالتفجير الذي استهدف إسرائيليين في بلغاريا.

إعلان
 
ليست المرة الأولى التي تتهم فيها إسرائيل إيران و"حزب الله" بتنفيذ هجمات على مواطنيها في عدد من دول العالم. كيف تقرؤون هذه الاتهامات التي تعتبرها إيران حجة لتحويل النظر عن الإرهاب الذي ترتكبه إسرائيل في العالم ؟
 
إذا خرجنا من مسألة مَن الذي يقوم بعمليات كهذه، يمكننا القول أن هناك تسرع من الجانب الإسرائيلي لا سيما أن هناك محاولة واضحة للاستفادة من الظروف الحالية في وضعٍ شرق أوسطي متوتر، لتركيز الأنظار على إيران بعد ما اعتبرت أن قضية سوريا منتهية، بالتالي فإن الهدف الرئيسي لم ينته بالنسبة لإسرائيل.
 
أما الاحتمالات كثيرة حول ما جرى في بلغاريا، أولاً " حزب الله" لم يكذب ولا مرة واحدة عن محاولته الأخذ بالثأر لمقتل عماد مغنية، كانت هناك عدة محاولات للثأر في آسيا وأمريكا اللاتينية، وحتى في إفريقيا. وقد اكتشف الموساد والمخابرات الأمريكية هذه المحاولات في البداية، وتم اتهام عناصر وإلقاء القبض على شخصَين في الهند.
 
لذلك هناك تساؤلات حول اتهام نتنياهو ل" حزب الله" في عملية بلغاريا، إذ أن احتمال أن يكون مسؤولاً عنها ضيئل، فمنذ مدة طويلة ترك " حزب الله " قضية التفجيرات وانتقل إلى مرحلة عمل نوعي.
 
أما بالنسبة لإيران، فليس من صالحها أن تقوم بعملية من هذا النوع ضد إسرائيل. أما إذا كان هدفها هو تفجير الوضع في الشرق الأوسط ولتسهيل عمل بشار الأسد، فهذا ممكن.
 
من المحتمل أيضاً أن يكون هناك دول أخرى منتفعة من عملية قتل مواطنين إسرائيليين في بلغاريا مثل سوريا، إذ لصالح النظام السوري أن يكون هناك انفجار إقليمي لتخفيف الضغط على دمشق.
 
هل يمكن أن تكون هذه الاتهامات تمهيداً لضربة عسكرية ضد إيران ؟
 
من الواضح أن إسرائيل تريد استخدام هذا الظرف لتعطي شرعية لأي ضربة تريد القيام بها سواء كان في لبنان أو في إيران في الوقت الحاضر.
 
هناك مؤشرات كثيرة على أننا دخلنا في مرحلة ما قبل الضربة، هناك انتقال لقطع حربية كبيرة مثل الغواصات الأمريكية إلى منطقة الخليج، وبدء انطلاق ثالث حاملة طائرات إلى الشرق بسبب الأحداث السورية طبعاً، ولكن في أكثر الأحيان باتجاه الخليج هناك تصعيد في المملكة العربية السعودية والبحرين.
 
والمعلومات المتوفرة تفيد أن السعودية طلبت من قيادات ضباط وبعض المسؤولين السياسيين عدم أخذ عطل صيفية والذهاب إلى الخارج. وبالنسبة لإسرائيل، يبدو أن تصريحات مسؤوليها تصب في إطار البحث عن سبب أو شرعية للقيام بضربة واسعة.
 
لكن إسرائيل ستتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد إيران و"حزب الله"، برأيكم ما هي دلالات اللجوء إلى مجلس الأمن ؟
 
إن قرار التوجه إلى مجلس الأمن بشأن ما حدث في بلغاريا يفيد بأن إسرائيل اختارت في النهاية الدبلوماسية، ولم تختر التصعيد العسكري كما اعتدنا عليه. وهذا يدل على أن ليس لدى إسرائيل الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لضرب إيران، ولكن في نفس الوقت ليس لديها أدلة قاطعة عن مسؤولية إيران في هذه العملية، إلا إذا كانت هناك أمور لم تظهر بعد.
 
ما هو الرد الإيراني المحتمل على هكذا اتهامات ؟ هل يمكن أن يكون إقفال مضيق هرمز ؟
 
لدى إيران الإمكانات العملية لإغلاق مضيق هرمز، وهو قرار سياسي صعب جداً، ولديها القدرة على ضرب إسرائيل والتأثير فيها وعلى تفجير الوضع ووقف تصدير النفط. فإذا قررت إسرائيل ضرب إيران، سيكون هناك ردّ ووضع إقليمي في غاية الصعوبة.  

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية