السودان
السودان: صيف ساخن في الداخل وعلاقات فاترة مع دولة جنوب السودان
صلاح الدوما، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أم درمان، تحدث عن العلاقات بين دولة السودان و دولة جنوب السودان بعد استئناف المفاوضات بينهما من جهة ومن جهة ثانية عن الأوضاع الداخلية في السودان على خلفية الحركة الاحتجاجية التي انطلقت من العاصمة الخرطوم و آفاق هذا الحراك الشعبي. حاورته وداد عطاف.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
تبدأ جولة جديدة من المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان على خلفية توتر بين البلدين. هل يمكن أن تسفر الجولة الجديدة عن نتائج فعلية برأيكم ؟
لن تسفر هذه المفاوضات عن أي نتائج فعلية والسبب في ذلك العقلية والتفكير الموجودان في العاصمتين جوبا والخرطوم. الجميع يفكر بالأماني وليس بالواقع. كذلك، الحقد والغل يتحكمان في العقل ويعميان البصر ولا يسمحان بتفكير استراتيجي سليم يخدم مصالح الشعب. ينحصر التفكير في الانتقام الذاتي على حساب المصلحة العامة في حين أن الدولتين تعانيان من المشاكل العديدة. قادة الدولتين يعيشون في الأوهام ويتوقعون أن النظام في الدولة الأخرى سوف يسقط خلال الساعات القليلة المقبلة، وبالتالي فلا داعي للتفاوض للوصول إلى نتائج.
ما هي العقبة الأساسية لتعثر المفاوضات، من المسؤول ؟
المسؤول الأول عن هذا التعثر هي مجموعات الصقور المسيطرة على السلطة في الدولتين سواء كان ذلك في جوبا أو في الخرطوم. وهي بالتالي تمنع الوصول إلى اتفاق بل تجعل الوضع يذهب إلى أسوأ مما كان عليه في السابق. لابد من الإشارة إلى أن العلاقات والأحوال الأمنية تتدهور بعد كل جولة من المفاوضات التي تحصل بين الدولتين، ووصل الأمر إلى حد الصراع المسلح حتى أن الكثير من المحللين يرون أنه من الأفضل أن لا تكون هنالك مفاوضات كي لا تعقبها معارك ويسيل الدم السوداني من الجانبين.
شهد السودان ولاسيما العاصمة الخرطوم في الأسابيع القليلة الماضية حركة احتجاجية على خطة الحكومة التقشفية حتى أن بعض الاحتجاجات طالبت بإنهاء النظام. هل هذه الاحتجاجات تظل سحابة عابرة أم أنها تندرج في إطار مسار جديد للحراك الشعبي الذي يمكن أن يهدد نظام عمر البشير ؟
أتوقع أن تكون هذه الاحتجاجات بداية لحراك سياسي شعبي لنهاية النظام في الخرطوم، والكل ذاهب إلى الثورة برغم أن الكثيرين سئموا من الثورة خاصة بعد ما حصل في ثورة أكتوبر 1964 عندما سرقت السلطة وأتى النظام الحزبي الرديء الذي خيّب آما ل الثوار. ثم سرقت الثورة من جديد في أبريل عام 1985 وأتت الأحزاب التي ضيقت الأفق ولم تستطع أن تنتشل البلاد من وحدتها. الشعب محبط الآن ولا يرغب في الثورة، لكن التدهور الاقتصادي السريع والمستمر سوف يجبر الناس للخروج إلى الشارع والاستمرار في التظاهر إلى أن يسقط النظام.
هل يمكن لعودة التصعيد بشأن إقليم دارفور المضطربة إضعاف المساعي الرامية لحشد الجماهير التي تدعم النظام باسم وحدة الوطن ؟
الإجابة هي نعم. ما يحدث في دارفور والنزاع القائم في هذا الإقليم هو نتيجة سوء التصرف في إدارة الأزمة من قبل الحكومة المركزية في الخرطوم.. كذلك الذل والحقد العنصري سوف يجعلان من قضية دارفور إحدى العوامل الرئيسية في الحراك السياسي لتغيير النظام في الخرطوم. وسوف يستمر الحراك في إقليم دارفور لأن الأمور تزداد سوءا من لحظة إلى أخرى ولا أقول من يوم إلى آخر. والدليل على ذلك ما جاء في تقارير المنظمات الطوعية سواء كانت محلية أو عالمية والتي تعمل في دارفور حول الوضع في هذا الإقليم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك