الولايات المتحدة - الكويت

ما هي تداعيات صفقة الصواريخ والتجهيزات العسكرية التي تعتزم الولايات المتحدة عقدها مع الكويت ؟

حسن منيمنة، كبير باحثي مؤسسة جرمان مارشال للدراسات السياسية في واشنطن، تحدث عن صفقة الصواريخ والتجهيزات العسكرية التي تعتزم الولايات المتحدة عقدها مع الكويت. وعن تداعيات هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها 4.2 مليار دولار أيريكي على المنطقة. وإذا ما كانت ستؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة ؟

إعلان
 
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن نيتها إبرام عقد مع الكويت بقيمة 4.2 مليار دولار وذلك لبيع 60 صاروخا من طراز "باتريورت" وتجهيزات عسكرية أخرى. فهل الكويت في حاجة لهذه الترسانة من الأسلحة ؟
 
ما ينطبق على الكويت ينطبق على كافة دول الخليج. إذا كانت هذه الدول تتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بالدفاع عنها في حال حدوث مواجهة مع إيران فإن هذا الدفاع لابد أن يكون بسلاح تشتريه هذه الدول. هذه الصفقة هي خطوة استباقية لاحتمالات حدوث مواجهات في المستقبل.
 
هل تعتقد أن إيران تهدد فعلا الكويت ودول الخليج ؟
 
كل الأمور واردة. إيران أعلنت مرارا أنها إذا تعرضت إلى مضايقات فإنها سوف تغلق مثلا مضيق "هرمز" مما يقطع إمكانية تصدير النفط عن الدول الخليجية. وفي حال تعرضت إيران إلى ضربات أو تعرض النظام في سوريا إلى تدخل أجنبي، كما أشار أحد المسؤولين الإيرانيين، فإن العرب " المكروهين" على حد تعبيره سيتلقون ضربات من إيران. إذا إيران تهدد وربما هي تقصد بهذا التهديد حربا نفسية أكثر مما هي حرب فعلية. غير أن دول الخليج لا تستطيع أن تعول من أن هذه المعركة لن تصل إلى الواقع المادي وتبقى معركة نفسية.
 
ولكن إيران حتى الآن لم تهاجم أي دولة، فلماذا هذا التخوف الدولي والخليجي منها ؟
 
بالفعل إيران لم تهاجم أي دولة، ولكن إيران اتهمت في العديد من المرات سابقا بأنها مولت عمليات إرهابية في هذه الدول. التخوف ليس من إيران الماضي بل من إيران الحاضر والمستقبل كون إيران تعزز برنامجا نوويا قد يؤدي إلى التسلح، ونتيجة للضغط لإيقاف هذا البرنامج قد تقدم إيران على خطوات. دول المنطقة بحاجة أن تتوقى عواقب هذا الضغط وعواقب ما قد ينتج منه من مواجهات.
 
ماذا عن توقيت هذه الصفقة ولماذا الآن ؟
 
لا أعتقد بان التوقيت مرتبط بحدث معين. هذه الأمور تجري بشكل دوري. أي أن الدول المصدرة للبترول وبشكل دائم، والتي لها مدخول ضخم عائدات من النفط، تعزز ترساناتها وتحدثها بشكل دوري، وهذه الترسانة أمريكية كي يبقى الارتباط الدفاعي فعليا بين الولايات المتحدة والكويت وبقية دول المنطقة. أي أن الاستفادة من هذا الموضوع يكون للجانبين. من ناحية الولايات المتحدة تحصل على العقد، ومن ناحية أخرى ترتبط الولايات المتحدة ضمنيا بالتزام الدفاع عن هذه الدول على أساس الأسلحة الموجودة وعلى أساس الاتفاقيات المبرمة.    
 
ما هي تداعيات هذه الصفقة على المنطقة ؟
 
لا يجب قراءة هذه الصفقة ولا غيرها وكأنها خارجة عن المألوف. هذه الصفقة تتم بشكل اعتيادي لأنها تعزز التواصل الاقتصادي والعسكري بين الجانيين الخليجي والأمريكي. ومن الأفضل إدراج هذه الصفقة في هذا السياق وهي ليست موجهة ضد إيران وإن كان العامل الإيراني يحفز عليها.
 
هل ستؤدي هذه الصفقة إلى سباق تسلح في المنطقة ؟
 
المنطقة متخمة بالسلاح لتوها. ما يحدث في المنطقة هو غياب الثقة وليست مشكلة سلاح. عندما لا يثق العالم وخاصة دول المنطقة بأن برنامج إيران النووي هو برنامج سلمي، فهو يعتبر تلقائيا وكأنه خطوة للتسلح. وبالتالي، في المقابل لا بد أن يكون هناك تسلح للردع. معظم التسلح الخليجي هو دفاعي الطابع. لا نتحدث عن طائرات هجومية بل نتحدث عن منظومات دفاعية تحتاج إليها هذه الدول في حال حدث ما هو الأسوأ، وبما أن هذه الدول لها فائض فليس هناك ما يمنع من وجهة نظرها أن تتوقي مما هو الأسوأ وأن تحتاط بهذا الشكل.          

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية