إيران
ما وراء التحرك الدبلوماسي الإيراني المكثف حول الملف السوري؟
تشهد الدبلوماسية الإيرانية تحركا فيما يخص الملف السوري وذلك قبل اجتماع بخصوص هذا الملف غدا الخميس في طهران. ما هي أسباب هذا التحرك الإيراني؟ سؤال يجيبنا عنه ضيف اليوم وهو الدكتور محمد صالح صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية بطهران.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
تحركت الدبلوماسية الإيرانية باتجاه تركيا ولبنان ودمشق للحديث عن الملف السوري. ما هي الرسالة التي حملها الدبلوماسيون الإيرانيون من خلال هذا التحرك؟
شعرت طهران خلال الأيام الأخيرة بوجود تحرك بين الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الحليفة والتي تسمى بـ "أصدقاء الشعب السوري". هذا التحرك أقلق طهران خاصة بعد توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وثيقة تسمح بمساعدة المجموعات والمنظمات المسلحة المعارضة للنظام السوري علما بأن أطرافا إقليمية كتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية تساعد مثل هذه المجموعات المسلحة. إذا التصعيد الدبلوماسي الإيراني يأتي في هذا الإطار لأن إيران تعتقد أن تغيير الوضع في سوريا بهذا الشكل سيؤثر على الأمن الإقليمي وبالتالي على الأمن القومي الإيراني.
لهذا السبب حملت طهران واشنطن سلامة مواطنيها المختطفين في سوريا؟
بالتأكيد، إيران تعتقد أنه عندما يسمح الرئيس الأمريكي بمساعدة المعارضة المسلحة فإن الواجب يفرض عليه أن يتحمل مسؤولية أعمال المجموعات المسلحة التي قامت باختطاف مدنيين إيرانيين يريدون زيارة الأماكن المقدسة في سوريا. كان رد فعل إيران هو تحميل الولايات المتحدة مسؤولية الحفاظ على أرواح الحجاج الإيرانيين.
لماذا إذا يقال بأن هؤلاء الحجاج هم من الحرس الثوري الإيراني؟
هذه تهمة ساقتها الجماعات المسلحة التي اختطفت الحجاج. قبل ذلك وقع اختطاف مهندسين يعملون في محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في حمص، وقيل عنهم أيضا بأنهم عناصر من الحرس الثوري، ولكن تبين فيما بعد بأنهم كانوا يعملون لحساب شركة إيرانية لتجهيز المحطة بمعدات إيرانية، وهي نفس التهمة التي توجه الآن لهؤلاء الحجاج. ليس لهم أي ارتباط بالجهاز الأمني أو العسكري ولا بالحرس الثوري الإيراني. يبدو أن هذه الجماعات المسلحة تحاول أن ترسل رسالة من خلال هذا العمل وهي رسالة ربما قد تكون ذات صبغة طائفية أو لأهداف أخرى معينة. لكن المؤكد أن هؤلاء هم مدنيون ولا علاقة لهم ببشار الأسد ولا بالمعارضة ولا بالحكومة الإيرانية.
رفض لبنان المشاركة في الاجتماع الإقليمي الذي يعقد غدا في طهران . ما هي قراءتكم لهذا الرفض؟
الرفض اللبناني تم إبلاغه إلى رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي عندما التقى بكبار المسؤولين اللبنانيين في بيروت. ليست لدي معلومات عن دوافع الحكومة اللبنانية في اتخاذ مثل هذا القرار، ولكن يبدو أن طهران عازمة على عقد هذا الاجتماع لبلورة رؤية إقليمية حول التعاطي مع تطورات الوضع في سوريا. واعتقد أن إيران ستحاول القيام بمبادرة أو بمشروع قد يعرض على قمة دول عدم الانحياز التي ستعقد في 30 من آب/ أغسطس الجاري. هناك تحرك مكثف تسعى إليه طهران بالتعاون مع روسيا والصين والدول التي تعتقد بأهمية الوصول إلى حل سوري داخلي بعيدا عن أي تدخل أجنبي خارجي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك