رسائل إيرانية إلى بيروت ودمشق
حُسم الأمر في إيران، فلا تغيير في موقفها من الأزمة السورية. وأوفد المرشد علي خامنئي الأمين العام لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي إلى دمشق لإبلاغها الدعم المطلق للنظام وإلى بيروت لتأكيد المساندة للمقاومة أي لحزب الله في مواجهة كل الاحتمالات بما فيها طبعا سقوط النظام السوري أو ازدياد الضغوط الداخلية على الحزب لنزع سلاحه أو وضعه في تصرف الدولة اللبنانية
نشرت في: آخر تحديث:
كان لافتا أن المسؤولين اللبنانيين الذي التقوا جليلي لم يلتقطوا منه أي رسائل محددة ثم تبين لهم أنه جاء أصلا لمقابلة سرية مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. أما وجوده بعدئذ في دمشق فكان مناسبة لظهور الرئيس السوري للمرة الأولى منذ يوم مقتل المسؤولين الأربعة الكبار في خلية الأزمة.
هنا كانت الرسالة واضحة وأهمها أن الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم وأن إيران لن تسمح بكسر محور المقاومة الذي تشكل سوريا ضلعا أساسيا فيه. واعتبر جليلي أن ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وإنما هو صراع بين محور المقاومة وأعدائه، لكنه قبل ذلك قال في بيروت إن حل الأزمة لا بد أن يكون داخليا ومرتكزا على الحوار والديمقراطية.
ويفهم من كل ذلك أن جليلي جاء برسالة متشددة يتوقع أن تترجم سوريا بالمضي في معركة حلب وما بعدها ولبنانيا بعدم تساهل حزب الله في أي حوار بشأن سلاحه. وقد يعني هذا التشدد أن إيران قاربت الاستجابة لرغبة النظام السوري بالذهاب بأزمته نحو تصعيد عسكري إقليمي برزت معالمه الأولى في تسليم أكراد مناوئين لأنقرة منطقة متاخمة للحدود مع تركيا وربما تظهر معالم أخرى على الحدود مع الأردن كما يمكن أن يعمد حزب الله إلى إجراءات تُوتر الداخل اللبناني وربما تُسخّن الجبهة مع إسرائيل.
ومثل هذا التصعيد يهدف إلى إرباك دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري وبالتالي استباق مبادراتها المقبلة، لكنه يريد خصوصا دفع هذه الدول للعودة إلى خيار حل سياسي مع النظام وهو ما لم يعد متداولا في الآونة الأخيرة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك