البحرين
الحقوقي البحريني عبد الله الدرازي : " شهدنا الكثير من الانتهاكات لحقوق الإنسان في البحرين قبل وبعد صدور تقرير البسيوني"
الأمين العام السابق للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبد الله الدرازي يسلط الضوء على أوضاع حقوق الإنسان في البحرين عقب تأكيد المحكمة أحكاما بالسجن تصل إلى المؤبد بحق ثلاثة عشر من رموز المعارضة البحرينية.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
كحقوقي بحريني، هل كنت تتوقع الحكم بالسجن المؤبد على أبرز رموز المعارضة البحرينية ؟
كان متوقعاً أن تخفف الأحكام من مؤبد إلى أقل منه أو إطلاق سراح الذين حُكم عليهم بخمس سنوات. لكن كانت لنا مفاجأة بأن الحكم لم يتغير، وهذا ليس من مصلحة الوضع المتوتر والمتشنج في البلد حالياً.
رخّصت الحكومة البحرينية قبل أيام لتظاهرة ضخمة تطالب بالإصلاح بعد شهرين من توقف الحراك، وبعد أيام شاهدنا هذه الأحكام. ألا يعكس ذلك تناقضاً مع توجهات الحكومة بالانفتاح نحو المعارضة ؟
بالنسبة للتبرير الحكومي، اتخذ القضاء قراره كسلطة قضائية لها الحق في اتخاذ قراراتها. لكن ما نراه هو أزمة يمر بها البلد وخاصة في الفترة الأخيرة، حيث شهدنا الكثير من الانتهاكات لحقوق الإنسان قبل وبعد صدور تقرير بسيوني.
في 19 سبتمبر/ أيلول المقبل سيناقش مجلس حقوق الإنسان في جنيف ملف البحرين ومسألة ال 176 توصية التي أوصى بها الكثير من الدول في أيار/ مايو الماضي أثناء المراجعة الدورية الشاملة للمجلس. من ضمن هذه التوصيات اعتبار المجموعة التي حكمت عليها محكمة الاستئناف في 4 سبتمبر/ أيلول سجناء رأي، وبالتالي يجب إطلاق سراحهم. وهذا ما سيناقَش في جنيف في الاجتماع المقبل.
وقد كان في البحرين اتجاه نحو المصالحة الوطنية والإصلاح وحلحلة الملفات، وليس من مصلحة أحد سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثفافي أن تبقى الحالة الأمنية متوترة، لكن يبدو أن الأمور تأخذ منحى آخر.
وقد أثبتت التجارب الكثيرة أن البلدان التي تتخذ الحل الأمني كحلّ وحيد لمشاكلها، تفشل في النهاية. لذلك يجب دائماً التفكير في حلول أخرى، وفي الحالة البحرينية يقتضي ذلك التطبيق الفعلي لتوصيات لجنة تقصي الحقائق التي قادها البروفسور بسيوني.
ألا يمكن أن تعيد هذه الأحكام البحرين إلى المربع الأول في الأزمة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار الاحتجاجات المنددة بها والتي تتواصل حتى الساعة في بعض القرى البحرينية ؟
الاحتجاجات بدأت مباشرة يوم الأثنين بعد صدور الأحكام واستمرت إلى يوم الأربعاء. وقد دعت المعارضة إلى مسيرة يوم الجمعة في 07 سبتمبر/ أيلول، تخرج من قلب العاصمة المنامة إلى المحاكم نفسها في وزارة العدل.
وعقد المحامون مؤتمراً صحفياً في جنيف بخصوص هذه الأحكام لأنها منافية لما تقدم من طلبات لم تتحقق ولأنها لم تأخذ بعين الاعتبار، على ما يبدو، مسألة التعذيب الذي تعرض له هؤلاء السجناء. فقد انتزِعت منهم الاعترافات بشكل قسري.
أنتم كحقوقيين بحرينيين هل تمارسون عملكم بسهولة في توثيق الانتهاكات، أم لا تزالون مثل المنظمات الدولية التي تشتكي حتى الآن من صعوبة عملها على أرض المملكة ؟
نحن كجمعية بحرينية لحقوق الإنسان، نمارس عملنا بشكل يومي وطبيعي. وقد أصدرنا قبل أيام تقريراً خاصاً بالانتهاكات التي حصلت لجهة اعتقال وتعذيب الأطفال.
هناك ربما بعض الحقوقيين والنشطاء الذين تعرضوا لبعض الانتهاكات، مثل نجيب رجب وزينب الخواجة اللذان وجهت إليهما عدة تهم وأحكام بالسجن.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك