سوريا

العميد الركن مصطفى الشيخ: "نؤسس جيشا وطنيا لكل السوريين ومن كل السوريين بدون استثناء... وإلاّ أصبحنا كالنظام"

يسعى "الجيش السوري الحر" لإعادة هيكلته من خلال ضم المجموعات المقاتلة تحت قيادة واحدة. قائد المجلس العسكري في "الجيش الحر" العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ هو من قام بهذا الإعلان، وهو ضيف "مونت كارلو الدولية" حيث يتحدث عن تفاصيل هذه الهيكلة الجديدة.

إعلان
 
أعلنتم أنكم تسعون لإعادة هيكلة "الجيش السوري الحر"، لماذا هذا القرار وما هي خطوطه العريضة؟
 
في الآونة الأخيرة عندما ازداد عدد المنشقين وخاصة من الرتب العليا في الجيش السوري، أصبح لدينا أكثر من سبعين جنرالا منشقا ما بين الأردن وتركيا.
 
هؤلاء الضباط لديهم رؤية وطنية في إعادة هيكلة "الجيش السوري الحر" وإعادة تسميته لتكون مرضية للأقليات في الداخل ومطمئنة لكل أطياف المجتمع السوري، ومن ثم خلق جسم عسكري مؤسساتي بمعايير عسكرية حقيقية وليس ذراعا لميليشيات القتال المتفرقة هنا وهناك.
 
هذه الرؤية هي التي تحتمّ على كبار الضباط والنخب الذهاب باتجاه تأسيس هذا الجسم العسكري ليكون نواة للجيش الوطني المقبل، خاصة أن المجتمع الدولي يحتج أننا غير منظمون وغير قادرون على ملء الفراغ في حال سقوط النظام، أو في حال أرادوا أن يسلّمونا بعض الأسلحة النوعية ضد الطائرات أو الدروع.
 
بالتالي، إن لم يكن هناك جسم مؤسساتي يتحمل المسؤولية رسميا أمام المجتمع الدولي، فهناك مشكلة حقيقية، ويبدو أن هذه هي رغبة الداخل السوري والمجتمع الدولي.
 
وقد طالبنا ونطالب ونحضّ المجتمع الدولي وخاصة "أصدقاء سوريا" على الاعتراف رسميا بهذا الهيكل العسكري حتى نتمكن من متابعة المسيرة باتجاه مستقبل مشرق في سوريا.
 
هل سيحتفظ هذا الهيكل الجديد بنفس الاسم، أو أن هناك تسمية جديدة؟
 
حتى الآن لم يخرج أي بيان رسمي بتأسيس هذه المؤسسة، لكن تمت اجتماعات لمدة يومين بين كبار الضباط في الأردن وتركيا، واتفقنا على آلة هيكلية الجيش وعلى الاتصال بكافة الكتائب في الداخل السوري للانضواء تحت هذا المسمى الجديد.
 
وخلال عشرة أيام على الأكثر ستعلن هيكلية رسمية بمناصب وأسماء الضباط الكبار الذين سيتولون قيادة الجيش.
 
هل سيكون اللواء الركن محمد حسين الحاج علي على رأس هذه المؤسسة؟
 
كل مَن يأتي حسب القِدَم العسكري، ولم تكن يداه ملطخة بالدماء ولديه رغبة بالعمل في هذا الجيش، فهو مؤهل لذلك في ظل مؤسسة ونظام عسكري صرف.
 
كم تقدّرون عدد "الجيش السوري الحر"، وكيف سيكون التنسيق مع مختلف العناصر الموجودة على الأرض داخل سوريا؟
 
الإحصائيات تشير إلى أنّ عدد المنشقين المنتمين إلى "الجيش السوري الحر" يتجاوز 60 أو 70 ألف شخص ما بين ضابط وجندي. أما المدنيون الثوار فعددهم لم يُحص بعد بشكل دقيق، ومن المفترض أن يتم إحصاؤهم في المرحلة المقبلة لضمهم وضبطهم تحت لواء المؤسسة العسكرية الجديدة.
 
الانضباط هو أساس التقدم وهو الضمانة لسوريا وللمنطقة ككل، وقلقنا هو على عدم الانزلاق باتجاه الحرب الأهلية والطائفية في مرحلة ما بعد سقوط النظام، وكذلك السيطرة على السلاح وجمعه وإعادته إلى الثكنات العسكرية. همّنا الأول هو عدم تحويل سوريا إلى صومال أو أفغانستان أخرى.
 
هدفكم الأكبر إذن هو تجنب الحرب الأهلية التي ربما يسعى إليها النظام أو أشخاص آخرون لديهم مصلحة في ذلك؟
 
قلق القادة العسكريين والضباط الكبار هو على سوريا، بالتالي فهو حق مشروع لنا أن نؤسس مثل هذا الجيش، ونحن جادّون في هذا الموضوع. خلال أيام قليلة ستكون النتائج واضحة، وكل مَن يخرج عن هذا الجسم لسنا مسؤولين عن تصرفاته لا حاليا ولا في المستقبل.
 
هل جرت اتصالات مع بعض القيادات السياسية المعارضة للحديث عن هذا الهيكل الجديد؟
 
نريد الابتعاد قدر المستطاع عن السياسيين، لأن الجيش الوطني يجب أن يكون بعيدا عن السياسة. والضباط قادرون على إعادة هيكلة مؤسسة عسكرية لكل أطياف المجتمع السوري، حيث يكون فيها العلوي والمسيحي والسني والآشوري والدرزي والكردي.
 
هكذا تكون الجيوش الوطنية الحقيقية التي تضم كل أطياف المجتمع، وهذا ما نبغي الوصول إليه وما يطمئن المجتمع السوري، خاصة أن النظام يلعب على ورقة الأقليات زاعما أنّ البديل عنه هم المتطرفون والإسلاميون. وهذا الكلام محض افتراء.
 
نحن نردّ اليوم على النظام والمجتمع الدولي بأننا نؤسس جيشا وطنيا لكل السوريين ومن كل السوريين بدون استثناء أو إقصاء أحد، وإلاّ أصبحنا كالنظام.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية