الأراضي الفلسطينية

ما هي أسباب تدهور الوضع المعيشي في الضفة الغربية ؟

زياد الحموري، مدير "مركز القدس للدراسات الاجتماعية والاقتصادية"، يتحدث عن أسباب تدهور الوضع المعيشي في الضفة الغربية ومستقبل الحركة الاحتجاجية التي انطلقت للتنديد بهذا الوضع.

إعلان

 

كيف تقيم الوضع في الأراضي الفلسطينية تزامناً مع حركة الاحتجاج المتواصلة على الغلاء المعيشي ؟
 
الوضع الاقتصادي سيء جداً في الضفة الغربية، وقد وصل اليوم إلى أسوأ مرحلة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والحياتية..والقضية السياسية مغلقة بشكل تام، فالإسرائيليون يضغطون بكل إمكانياتهم على الشعب الفلسطيني بكل المقومات والمخططات التي لديهم. وهكذا نرى التمادي في قضايا الاستيطان وضغط على المموّلين، بحيث أن هناك شح في تمويل السلطة الفلسطينية.
 
هذه الضغوط الإسرائيلية تخلق لنا أزمة مالية خانقة تزيد كل يوم، وقد صرّح أكثر من مسؤول فلسطيني أن هذه الأزمة ليست عابرة، بل يتوقع أن تتواصل.
 
هناك مَن يحمّل الحكومة الفلسطينية جزءاً من مسؤولية هذه الأزمة.
 
مَن يتحمل المسؤولية الكبرى هو الاحتلال طبعاً، والخطأ الحكومي هو خطأ السلطة لدينا، حيث يشعر الناس وكأنهم في دولة مستقلة. لكن الحقيقة أننا لسنا مستقلين، ولن نكون في دولة مستقلة طالما أننا خاضعون للاحتلال.
 
وهناك اعتراف بعدم استقلاليتنا من قبل المسؤولين الفلسطينيين، فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يستطيع مثلاً التحرك بدون إذن من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا واضح في تصريحاته حيث قال أن الاحتلال لم يُبق لنا أي سلطة.
 
وإذا دخلنا اليوم على أي مكان في الضفة الغربية، نرى أن الاحتلال يفعل ما يشاء في جميع المناطق، يصادر ما يشاء ويتوسع بالاستيطان على هواه.
 
آفاق استقلاليتنا تضيق أكثر فأكثر، والفكرة التي كانت تطرح بشكل جدي هي موضوع حل السلطة، لأنه على ما يبدو الإسرائيليون أيضاً يتخذون خطوات بهذا الاتجاه. فهم يعلنون اليوم أنهم سيسلمّون بعض المناطق للإدارة المدنية الإسرائيلية، هذا إضافة إلى المناطق التي تم ضمها إلى إسرائيل في منطقة القدس.
 
شكلت الحكومة الفلسطينية أخيراً لجنة لدراسة الوضع الاقتصادي ومحاولة إيجاد حلول. برأيك، هل يوجد حلول وهل هناك أفق لحل الأزمة الاقتصادية الخانقة في الضفة الغربية ؟
 
دون إيفاء المسؤولين بالتزاماتهم، لن يكون هناك أي حلول، أزمة البترول، الخبز...شئنا أم أبينا، مصيرنا مربوط بإسرائيل، اقتصادنا، إدارتنا، حياتنا. أي طفل فلسطيني اليوم لا يمكن تنشئته دون الرجوع للإسرائيليين، أي إنسان بحاجة إلى هوية أو تصريح للمرور على الحواجز، لا يمكنه الحصول عليه بدون موافقة الإسرائيليين. جميع الفلسطينيين مسيطر عليهم بشكل كامل من قبل إسرائيل.
 
صحيح أنه لدينا وزارات وإدارات وما إلى ذلك، لكن ليس عندنا أي حرية. فوزارة المواصلات على سبيل المثال لا تستطيع إعطاء تصريح لأي سيارة كي تتنقل عبر الحواجز، ووزارة العمل الفلسطيني مثلاً لا تستطيع إعطاء تصريح عمل لأي فلسطيني كي يعمل أينما يريد.
 
نحن اليوم في سجنٍ كبير، وليس لدينا أي نوع من أنواع الحرية.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية