السودان

ما هي خلفيات تأجيل المفاوضات بين السودان وجنوب السودان ؟

أسماء الحسيني المتخصصة بالشأن الإفريقي في صحيفة الأهرام المصرية تتحدث عن آخر تطورات المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان وذلك بعد تأجيل لقاء القمة بين رئيسي البلدين والذي كان من المزمع عقده في العاصمة الأثيوبية، كما كان يعول عليه كثيرا للخروج بحل بعض النزاعات بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والحدود والنفط والمال.

إعلان

 

كان من المقرر أن يلتقي رئيسا السودان وجنوب السودان في العاصمة الأثيوبية أمس لحل الخلافات الكثيرة بينهما. لماذا تأجل هذا اللقاء ؟
 
يبدو أن تأجيل هذا اللقاء جاء ليعكس وجود خلافات بين الجانبين حول القضايا العالقة بينهما والتي كان يؤمل التوصل إلى اتفاق بشأنها . عدم اللقاء يعني عدم الاتفاق على هذه القضايا للتوصل إلى حل نهائي بشأنها.
 
لكن المتابعين لهذه المفاوضات كانوا يعوّلون على هذا اللقاء لتحقيق تقدم ما خاصة فيما يخص القضايا التي تتعلق بالأمن والحدود والنفط والمال ؟
 
كانت هناك آمال كبيرة داخل دولتي الجنوب والشمال من أجل الوصول إلى حل لأن الوضع الاقتصادي في كلا البلدين صعب للغاية. كانت هناك أيضا ضغوط كبيرة من المجتمع الدولي للوصول إلى اتفاق خاصة من مبعوثين أمريكيين وبريطانيين ومن الاتحاد الأوروبي. 
 
لكن الأجواء كانت ايجابية ؟
 
لقد تم التوصل قبل أسابيع إلى اتفاق بشأن النفط، لكن ظل الاتفاق مرهونا على أن يتم الاتفاق على باقي القضايا العالقة ولاسيما القضايا المتعلقة بالأمن، لأن كل دولة تتهم الأخرى بدعم المتمردين فيها. الخرطوم تتهم الجنوب بدعم المتمردين الشماليين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. هناك أيضا القضايا الخاصة بالحدود ولاسيما منطقة أبين المتنازع عليها. هناك تعقيدات وعدم ثقة بين الطرفين، وعدم الثقة يجعل كل طرف يشك ويتخوف من استمرار الآخر في دعم الأعمال المعادية ضده وهو ما يحول دون التوصل إلى اتفاق فضلا على تعقيدات أخرى تتعلق بالقضايا نفسها.
 
لماذا لم يتم قبول مقترح الاتحاد الإفريقي ؟
 
الاتحاد الإفريقي كان طرح حلا وسطا غير أن وجود متطرفين من الجانبين اسقط هذا الحل. المتطرفون يعتقدون أن الطرف الأخر سيستغل أموال البترول لدعم الإعمال المعادية له. في الشمال هناك أطراف ترى أنه إذا تم اتفاق حول البترول فإن أموال البترول في الجنوب ستكون لدعم المتمردين في الشمال، ثم إن الجنوب يهدد بقطع أنابيب البترول التي تمر بالشمال ويتحدث عن بناء أنابيب أخرى عبر كينيا وهذا ما لا يقبله الشمال. المتطرفون في الجنوب يعتقدون أن الحكومة الشمالية هي على وشك السقوط خاصة بعد المظاهرات ضد النظام على خلفية الوضع الاقتصادي السيء في الشمال. هم يعتقدون أن أموال البترول ستساعد النظام في الشمال على البقاء في الحكم  إذا تم الاتفاق.   
 
ما هي تداعيات استمرار هذا النزاع بين البلدين على الأوضاع الداخلية في كل منهما ؟
 
أعتقد أنه على الطرفين الوصول إلى اتفاق على الأقل حول البترول وحول المنطقة العازلة التي تم الحديث عنها لأن الأوضاع الاقتصادية سيئة وصعبة. هناك حاجة ماسة إلى أموال البترول لكن الصقور في كلا البلدين لا يريدون التوصل إلى اتفاق أو التوصل إليه بسهولة.
 
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية