مقابلة حصرية مونت كارلو الدولية

حمادي جبالي:"اغتصاب الفتاة التونسية جريمة تمثل خطورة على مجتمعنا وعلى المرأة التونسية"

رئيس الحكومة التونسية حمادي جبالي وخلال زيارة لبروكسل خصّ مونت كارلو الدولية بحديثٍ إذاعي أدان فيه ما وصفه بجريمة اغتصاب الشابة التونسية من جانب عناصر في الشرطة والتي تلاحق بتهمة %التجاهر عمداً بفعل فاحش%.

إعلان
 
زيارتكم لبروكسل مهمة جداً خاصة في هذه المرحلة الانتقالية في تونس. هل حصلتم على ما جئتم من أجله في أوروبا، علماً أن الأوروبيين حريصون على دعمكم ومساعدتكم للنجاح في مساركم الانتقالي ولكن بشرط تحقيقه كاملاً، أي الديمقراطية الشاملة.
 
ليس هذا شرط الأوروبيين، بل هو شرط لأنفسنا وشعبنا وثورتنا في تونس. ليس هناك حلول وسط في تحقيق الحريات والديمقراطية إذ هما منظومة متكاملة، ولا يمكن أن نرفض الواحدة ونقبل الأخرى.
 
بطبيعة الحال، الأوروبيون لا يشترطون بل يدعمون المسار الديمقراطي التونسي، لأنهم مقتنعون أن هناك مصلحة مشتركة. فقد جرّبوا الكثير من الحلول في مواجهة العنف، كما جرّبوا التعاون مع الديكتاتوريات التي لم تفد كثيراً. لذا الآن هم مقتنعون بأن هذه الشعوب وخاصة تونس كمقدمة للربيع العربي، يجب أن تنجح وذلك لخدمة ومصلحة الجميع.
 
كان القادة الأوروبيون ينتظرون زيارتكم للحصول على ضمانات وتطمينات، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها تونس من اعتداء على السفارة الأمريكية أو قضية الفتاة التي تم الاعتداء عليها من قبل عناصر من الشرطة التونسية، فما هو موقفكم من هاتين المسألتين وما أكدتموه أو أوضحتموه للقادة الأوروبيين بهذا الشأن؟
 
موقفنا لم ينبع اليوم، وقد وضّحناه ليس لأن الأوروبيين طلبوا ذلك، بل لأننا مقتنعون أنه لا يمكن التعامل بالعنف داخل مجتمعنا. نحن ضد العنف وندافع عن مجتمعنا وعن قيمنا التي هي قيم إسلامية نستمدها من ديننا. 
 
قضية الحريات والوسطية والاعتدال تنبع من قيمنا، وبالتالي نحن ندافع عنها وعن نمط اجتماعي يريده شعبنا. بطبيعة الحال الأوروبيون أيضاً يسعون إلى ذلك، ولذا التقت مصالحنا. ولقد جئت لا لأطمئن الأوروبيين فقط، بل لأطمئن شعبنا وأؤكد أن هذه القيم هي مشتركة وندافع عنها من منطلقنا الدائم.
 
أكدتم معارضتكم لكل أشكال العنف والتطرف، ولكن كان لكم أيضاً موقف واضح ومهم بخصوص قضية الفتاة المعتدى عليها.
 
لا يمكن أن يكون موقفنا غير هذا، حتى لو ارتكبت هذه الفتاة شيئاً آخر، هناك سلّم أولويات وسلّم خطورة، وهناك اعتداء صارخ على حرية وشرف فتاة. وهذا مدان، تقرؤون القرآن والإسلام وهذه كبيرة لا يمكن الدفاع عنها أو البحث عن أسبابها. لذلك أتت الإدانة بقوة الجريمة وعلى وزنها.
بعد ذلك ارتكبت الفتاة شيئاً آخر، والقضاء سيأخذ مجراه. وهذا الاعتداء يمثل، شئنا أم أبينا، خطورة على مجتمعنا وعلى المرأة التونسية.
 
بخصوص المسار الانتقالي، أنتم ترون أنه لا بد من توافق حول كل العثرات والمشاكل التي تعترض الخروج والانتهاء منه، كيف هو تصوركم ؟
 
أتصور أن يتفق الجميع على القضايا المشتركة، الانتخابات، الدستور. وعند ذلك يسهل علينا وضع روزنامة يلتزم بها الجميع. لكن الآن نحن بصدد التوافق ونأمل الانتهاء من هذه المرحلة قريباً.
 
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية