بيئة
أرز أم قمح ؟ ... سؤال إستراتيجي
من أهم الأسئلة المطروحة حاليا في العالم العربي بشأن استراتيجيات الأمن المائي تلك التي تتعلق بطريقة إنتاج بعض مواد الاستهلاك الأساسية واستهلاكها. و في طليعتها الأرز والقمح واللحوم الحمراء.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
يشكل الأرز منتجا أساسيا في الوجبة الغذائية بالنسبة إلى سكان منطقة الخليج بشكل خاص. وتستورد البلدان الخليجية هذا المنتج أساسا من آسيا أو مصر البلد العربي الوحيد الذي ينتج الأرز لتلبية حاجات السوق الداخلية ولتصديره كمنتج استراتيجي.
يقول خبراء الأمن الغذائي والمائي إن هناك اليوم ضرورة في البلدان العربية الخليجية لمراجعة مكانة الأرز في الوجبة الغذائية الرئيسية لسبب بسيط هو أن إنتاج الكيلوغرام الواحد منه يتطلب استخدام ثلاثة آلاف وأربع مائة لتر من الماء. ونظرا لأن الأرز جزء هام في الوجبة الغذائية بالنسبة إلى تسعين بالمائة من سكان العالم فإن أسعار سوقه ما انفكت ترتفع خلال السنوات الأخيرة لهذا السبب ولأسباب أخرى منها فترات الجفاف التي تطال بعض بلدان جنوب شرقي آسيا من حين لآخر.
هل يعني هذا أنه يمكن استبدال الأرز بالقمح في مكونات الوجبة الغذائية الأساسية لدى المستهلكين العرب ؟ كثير من خبراء التغذية يردون بالإيجاب على السؤال انطلاقا من أن إنتاج الكيلوغرام الواحد من القمح يتطلب استخدام 800 لتر من الماء بدل 3400 لتر. وبالتالي فإنه بإمكان المستهلكين في منطقة الخليج وفي مصر المساهمة في توفير كميات كبيرة من المياه تستخدم لأغراض تنموية أخرى إذا استبدلوا الأرز بالقمح.
صحيح أن الانتقال من الأرز إلى القمح يسمح بترشيد استخدام المياه في المستقبل في البلدان العربية. ولكن هذا الإجراء غير كاف بمفرده لبلورة استراتيجيات مائية عربية واعدة وناجعة . فالمستهلك العربي يقبل كثيرا مثلا على اللحوم الحمراء لاسيما في المدن حتى وإن ظلت أسعارها مرتفعة. وثمة اليوم دعوات ملحة لخفض هذا التوجه لسببن اثنين هما أن المبالغة في أكل اللحوم الحمراء لا تخدم الصحة وأن إنتاج كيلوغرام واحد من هذه اللحوم يتطلب استخدام خمسة عشر ألف لتر من الماء.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك