بيئة

نقل التلويث إلى العالم العربي عبر الاستثمار في الغاز الصخري

يتزايد اهتمام الشركات الصناعية الكبرى بالاستثمار في الغاز الصخري في العالم العربي. ولكن حماة البيئة يرفضون كل الحجج التي تقدمها هذه الشركات لحكومات الدول العربية لمحاولة إقناعها بصواب هذا الخيار.

إعلان

شكل الحديث عن آفاق الاستثمار في التنقيب عن الغاز الصخري في البلدان العربية محورا أساسيا من محاور فعاليات المؤتمر العالمي الذي عقد في الجزائر العاصمة يوم الرابع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. فقد أرسلت أغلب الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج مصادر الوقود الأحفوري ممثليها إلى هذا المؤتمر للبحث في سبل التنقيب عن الغاز الصخري في العالم العربي .
 
وأما الحجج التي ألحت عليها لإقناع صناع القرارات السياسية والاقتصادية في العالم العربي بأهمية الاستثمار في هذا المجال فهي كثيرة وأهمها حجتان اثنتان وهما:
أولا :   أن الغاز الصخري يساعد البلدان العربية على الانخراط في منظومة صناعية طاقوية جديدة لتخفيف الضغوط على احتياطي البلدان العربية النفطية والغازية من النفط والغاز.
ثانيا : أن الاستثمار في الغاز النفطي يساعد على خلق مواطن عمل هامة وبالتالي يساهم في الحد من مشكلة البطالة.
 
تستخدم الشركات العالمية الكبرى الحجة الأولى لإقناع الجزائر مثلا بالانخراط في المساعي الرامية لجعل هذا البلد قاطرة البلدان العربية التي يمكن تطويرها صناعيا في المستقبل بالاعتماد على الغاز الصخري لاسيما وأن التقديرات الأولية تذهب إلى حد التأكيد أن احتياطي الغاز الصخري الجزائري يعادل الاحتياطي الأمريكي ويتجاوز بأربع مرات احتياطي الجزائر من الغاز الطبيعي. وبدأت شركة " تاليسمان" الكندية في حفر بعض الآبار التجريبية في الصحراء الجزائرية بحثا عن الغاز الصخري. أما في تونس فإن الحكومة قد أبرمت اتفاقا مع شركة " شيل" البريطانية الهولندية في شهر سبتمبر / أيلول الماضي يقضي بمحاولة استكشاف أماكن تؤوي الغاز الصخري في منطقة القيروان. وتتوقع بعض الشركات الأمريكية التي تهتم بمثل هذه الاستثمارات حفر آبار لاستخراج هذا الغاز مما يسمح في مرحلة أولى بتشغيل خمسة عشر ألف عاطل عن العمل في تونس.
 
وتقود منظمات المجتمع المدني البيئية في الجزائر وتونس حاليا  حملتين إعلاميتين تفند فيهما كل الحجج المقدمة والمروجة لصناعة الغاز الصخري. ويمكن تلخيص شعاراتها في شعارين اثنين يقول أحدهما إن الاستثمار في الغاز الصخري كارثة لأنه يستنزف الموارد المائية. وأما الشعار الثاني فهو يقول إن هذه الصناعة الملوثة تنقل التلويث من بلدان الشمال إلى بلدان الجنوب وتحول البلدان النامية إلى مكبات لنفايات بلدان الشمال وسمومها .

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية