لبنان
مبادرة وليد حنبلاط للخروج من الأزمة السياسية في لبنان
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني جورج علم يتحدث عن المبادرة التي اقترحها النائب وليد جنبلاط للخروج من الأزمة في لبنان.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
كيف تقرؤون مبادرة وليد جنبلاط بالنسبة للوضع في لبنان ؟
هذه المبادرة هي نوع من الشعارات الكثيرة التي تتمحور حول ضرورة الحوار والتفاهم على تغيير حكومي لتجنب التداعيات السلبية على لبنان، والتي قد تأتي من الخارج البعيد أوالقريب الملتهب. هي دعوة صريحة من منطق الحرص على السلم الأهلي ومعالجة كل المواضيع المطروحة في الظرف السياسي الحالي، وهي أيضا مبادرة ضد الانقسام الحاصل بين اللبنانيين وهو انقسام عميق في ظل الاصطفافات السياسية التي لها بعد إقليمي ودولي.
هذه المبادرة لا تنطوي على آليات تنفيذية، وربما قد تخدم الدعوة التي أطلقها رئيس الجمهورية إلى الحوار الوطني في 29 من هذا الشهر. هذه المبادرة تحاكي ربما الجهات الخارجية التي لها تأثير بشكل أو بآخر على فريق المعارضة في لبنان الذي امتنع حتى الآن عن الحوار قبل أن تستقيل الحكومة.
ولكن في ظل الانقسام السياسي الحاد وانقطاع التواصل بين الفرقاء في لبنان هل يمكن أن يكتب لهذه المبادرة بالنجاح ؟
هذا الأمر متروك للداخل اللبناني خصوصا للمعارضة. هذه المعارضة لن تغير رأيها إلا إذا كان هناك ضوء أخضر خارجي من القوى المؤثرة عليها حتى تستجيب لطلب الحوار.
أفهم من كلامك أن هذه المبادرة تحاكي الخارج ؟
أصبح موقف المعارضة الآن واضحا، أي أنها ترفض الحوار في ظل استمرار حكومة نجيب ميقاتي. إذا كان المطلوب تغيير الموقف فهذا يعود إلى تغيير المعطيات الخارجية المؤثرة. يعني أنه إذا لم يكن هناك دعم خارجي مؤثر على المعارضة لكي تتجاوب مع مبادرة وليد جنبلاط وبالتالي التجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني، فأن المبادرة ستكون فاشلة.
رئيس الحكومة قال إنه ليس ضد الاستقالة في حال وجود البديل والجميع يتخوف من الفراغ الحكومي في لبنان ؟
ليس هو موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقط بل هو أيضا موقف الدول الغيورة على استقلال لبنان، وهذه الدول تخشى أنه في حال استقالت الحكومة دون التمكن من التفاهم على حكومة بديلة فإن هذا قد يؤدي إلى الفراغ وربما إلى الفوضى والكل يخشى الفوضى في لبنان.
لذلك لا بد من أن يتغير الشكل السياسي الراهن وهذا ما يريده وليد جنبلاط من خلال مبادرته أي دعوة الجميع إلى التفاهم على أمرين : التغيير الحكومي والنظام الانتخابي. وهذا الأمر ضرورة إذا كان هناك من تفاهم على أن تجري الانتخابات في موعدها والخروج من هذه الدوامة المفرغة.
أنت ترى أن المبادرة تقف عند نقطة الوسط ولا تنحاز لطرف ضد آخر ؟
من دون شك أن وليد جنبلاط أرسل رسائل باتجاهات مختلفة بعضها محلي وبعضها الآخر عربي وإقليمي من منطلق وسطي. وفحوى المبادرة هو كسر الحائط المسدود وإيجاد ثغرة فيه، وبالتالي فإن هذا الأمر لا يتوقف على قوى 8 آذار/ مارس أو قوى الأكثرية في الحكومة بقدر ما يتوقف على المعارضة. باعتقادي أنه إذا كان هناك من تغيير في موقفها فهذا التغيير ربما سيكون في المشهد الإقليمي أو في الدول التي تحاول أن تدعم خط المعارضة بشكل أو بآخر وربما قد يكون التغيير ممكنا.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك