روسيا
هل ستنجح موسكو في ردع أي ضربة عسكرية غربية موجهة إلى النظام السوري؟
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي، استخدم الرئيس الروسي مثلاً شعبياً روسياً ليوصل رسالته، ويقول المثل : " إذا كانت بندقية معلقة على جدارك في بداية لعبة، ففي نهاية اللعبة ستستخدم البندقية بالتأكيد لإطلاق النار".
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
إعداد مراد أحمد في موسكو
فلاديمير بوتين كان يقصد صواريخ " باتريوت" التي تريد أنقرة أن ينشرها الحلف الأطلسي على الحدود التركية مع سوريا. ما يقلق موسكو من نشر هذه الصواريخ هو أنها تهدد أي تسوية سلمية يمكن أن يتوصل إليها المجتمع الدولي بشأن الأزمة السورية.
العديد من السياسيين الروس يذهب إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن نشر صواريخ هو خطوة نحو بداية تدخل عسكري خارجي ضد النظام السوري، إذ أنه سيوفر منطقة حظر جوي، أي منطقة عازلة يمكن أن تنهض فيها دولة المعارضة السورية ضد النظام.ومن الملاحظ أن لهجة فلاديمير بوتين خلال لقائه مع نظيره التركي كانت أخف حدة، ولم يوجه انتقاداً صريحاً إلى مسألة نشر صواريخ " باتريوت"، لكنه حذر من هذه الخطوة وتساءل عن جدواها، ثم دعا إلى ضبط النفس وأعرب عن قلقه.
لكن من غير المتوقع أن يكون هناك أي ردود عملية روسية في مواجهة هذه الإجراءات، وعلى الأرجح أن موسكو ستحاول من خلال اجتماعات وزراء خارجية حلف الأطلسي، إقناع أعضاء الناتو أن مثل هكذا إجراءات من شأنها أن تضر بتسوية الأزمة السورية على أسس سلمية.
موسكو أعلنت أنها لن تنجرّ إلى أي نزاع عسكري، خاصة مع أعضاء حلف الأطلسي، الذي قد ينشأ نتيجة سياسات الدول الغربية والأطراف الخارجية التي تدعم المعارضة السورية الرافضة للتشاور مع بشار الأسد. لكنها تحاول أن تؤثر في قرارات حلف الناتو لتكون هذه القرارات بمنأى عن أي تحرك عسكري ضد النظام السوري.
أما بالنسبة إلى ما قيل في أوروبا عن حلٍ روسي ـ أمريكي للأزمة في سوريا، في اللقاء الأخير بين سيرغي لافروف وهيئة التنسيق السورية، أعربت موسكو عن استعدادها لدعم تشكيل حكومة انتقالية بدون بشار الأسد، بعدما كانت تتمسك ببقائه في السلطة. بالتالي فإن روسيا باتت مستعدة للتصويت على قرار في مجلس الأمن بهذه الصيغة.
لكن المعارضة السورية نقلت إلى سيرغي لافروف بأن التوصل إلى هذه الصيغة من التسوية يجب أن يتم بالاتفاق مع واشنطن.
منذ شهور وروسيا تشعر أن بشار الأسد قد أصبح عبئاً عليها، لكنها تخشى أن تمنح أوراقاً للغرب تمكّنه من التدخل عسكرياً.
من وجهة نظر موسكو، التدخل العسكري سيكون بمثابة كسرٍ للسيادة التي تحميها القوانين الدولية، وبمثابة منح الولايات المتحدة إمكانية إسقاط أي رئيسٍ أو دعم أي رئيس آخر، وهذا يعني كسر منظومة العلاقات الدولية.
من هنا الحديث عن إمكانية التوصل إلى تفاهم روسي ـ أمريكي كان وارداً، لكن روسيا لم تأخذ خطوات واضحة ومباشرة في هذا الصدد.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك