المغرب

اللهجة العامية تُفرق المغاربة ؟

مازال الجدل قائما في المملكة المغربية بين التيارات الإسلامية والفرانكفونية بسبب مقترحات قُدمت إلى الملك محمد السادس من أجل تدريس اللهجة المغربية العامية في المدارس.

يوتيوب
إعلان

 

المغاربة عاشوا على وقع مناظرة تلفزيونية بين  المفكر عبد الله العروي ورجل الأعمال  نور الدين عيوش. مناظرة بين مدافع عن اللغة العربية الفصحى وضرورة إبقائها كأساس للتعليم وبين مدافع عن ضرورة إدخال  اللهجة المغربية العامية إلى المدارس
 
نور الدين عيوش هو رجل أعمال مغربي ناجح في مجال الإعلان وقد أعاد إطلاق هذا الجدل بعدما نظمت مؤسسته التربوية "زاقورة" ندوة دولية تطرقت إلى المشكلة التعليمية في المغرب.
 
الندوة انتهت إلى توصيات من بينها ضرورة مراجعة مناهج التعليم الديني و تلقين التعليم الأولي للأطفال باللغة الأم، لكن توصية التعليم باللهجة العامية استحوذ على النقاش الإعلامي والسياسي وتطور إلى سجال لفظي عنيف بين المدافعين عن التعليم بالعربية الفصحى ومدافعين عن التعليم باللغة العامية، بل بين من ُيتهمون من أنهم أنصار التيار الإسلامي المحافظ وبين من ُيتهمون أنهم أنصار التيار الفرانكفوني التغريبي المرتبط بمصالح خارجية.   
 
مختار الغزيوي مدير تحرير جريدة الأحداث المغربية يرى أن تفاعل الجدل بهذا الشكل في المغرب يعكس ضرورة تناوله بطريقة علمية هادئة بعيدة عن تدخل السياسيين ويقول: "هم ينطلقون من منطق أن الطفل يُكون خلال السنوات الخمس الأولى من عمره ملكات كثيرة بلغته الأم أو بالعامية، وبأن الانطلاق معه في التعليم الأولي بلغة أخرى وهي العربية الفصحى هو بمثابة إنكار لكل الملكات التي اكتسبها من قبل ألأمر الذي سيؤثر على مشواره التعليمي"
 
 
ضد هذا الرأي ظهر تيار أكد أهمية اللهجة العامية المغربية واستخدامها الواسع لكنهم أنكروا  اعتمادها في المنظومة التعليمية لأسباب تنطلق من أن اللغة العامية متحدرة من اللغة العربية ولا داعي لهذا الجدل . هذا عدا أن اللغة العربية هي لغة القرآن و الشعر والرواية وهي التي تربط المملكة المغربية بالعالم العربي والإسلامي  .
 
السيد المختار الغزيوي مدير تحرير صحيفة "الأحداث" يرى أن تطور السجال بهذه الطريقة يشير إلى أهمية فتحه ولكن بطريقة هادئة وبعيدة عن السياسيين : "العربية الفصحى لا يفهمها إلا قسط قليل من المغاربة، الجميع يتواصل باللغة الدراجة أو المغربية . لهذا طرح هذا النقاش الآن وبهذه الحساسية يؤكد الأهمية والحاجة الماسة لطرحه لكن المشكل هو أن السياسي والإيديولوجي استحوذ على هذا النقاش وأصبح من غير الممكن طرحه بطريقة هادئة وعقلانية".
 
في المغرب تختلف اللهجات باختلاف المدن والمناطق من الفاسية إلى المراكشية كما أن هناك  مناطق بربرية وامازيغية تتحدث اللهجات الريفية، السوسية ، تمازيغت والحسانية وكل هذا الجدل يدفع للقول بأن القضية اللغوية في المغرب أو في الدول العربية في شمال أفريقيا هي قضية مطروحة بقوة وقضية قديمة تعود إلى سنوات الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي ومعالجتها لا يمكن أن تتم إلا من خلال دراسة علمية وتربوية واضحة الأهداف و بعيدة عن خطابي التهويل والتخوين.
 
 
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية