ثلاثة أفلام صينية في مسابقة برلين والمخرج لو يي يتقدم

 تصدر شريط المخرج لو يي، المنتمي إلى الجيل الجديد في السينما الصينية، عروض الأفلام الصينية المقدمة في مسابقة برلين هذا العام في نسختها الرابعة والستين. المخرج لو يي يحضر لأول مرة في مسابقة برلين ويقدم عملاً بعنوان "تدليك في العتمة"، تناول عبره تجربة خاصة منقولة عن كتاب وتدور أحداثها في مركز للتدليك وأبطالها مجموعة من المكفوفين. الفيلم محاولة للدخول إلى عالم العتمة، عالم الحسيّة وقوة الحواس، عالم الحب والخيبات والرغبات.

يحاول المخرج إلقاء الضوء عليها في عمل لا يخلو من العنف لكنه ينطوي على أسلوب لو يي الخاص، هذا المخرج الذي كان لفت إليه الأنظار في مهرجاني كان والبندقية. ويعتمد المخرج على ممثلين فعليين وعلى أشخاص عاديين من المكفوفين لتصوير هذا العالم في فيلم تجريبي يحاول أيضاً اختبار عالم جديد في الصورة موازٍ للعالم المظلم الذي يعيشه أشخاص الفيلم في بطولتهم الجماعية التي توحي بمآزق الجيل الشاب في الصين اليوم.

أما شريط المخرج دياو يينان "بلاك كول ذين أيس" فيتناول عالم الجريمة والتحقيق البوليسي بعد اكتشاف سبع جرائم عمد منفذها إلى تقطيع أجساد ضحاياه وتوزيعها كل مرة إلى أجزاء صغيرة يفرقها في أنحاء البلاد.

وفي الشريط، وعبر خصائص شخصية رجل الشرطة السابق، الكثير من الإيماءات إلى المحقق الكلاسيكي كما صورته سينما النوع. الفيلم هو الثالث لمخرجه وهو يحفل بالتشويق الأسود لكنه في نفس الوقت دعوة للدخول إلى عالم الناس البسطاء في المدينة الصغيرة.

أما الفيلم الصيني الأخير، الذي قدم ضمن المسابقة التي ضمت 22 شريطاً، فهو للمخرج نينغ هاو وعنوانه "نو مانز لاند"، ويصور مغامرات محامٍ يعمل في مناطق نائية في أحد الكانتونات ويكون عليه أن يدافع في أجواء غريبة عن الطيور.

"إنها قصة عن الحيوانات"، يعلن بطل الفيلم المحامي القادم من المدينة الكبيرة في بداية الفيلم وبمجرد أن ينهي كلامه يكون عليه مواجهة تهريب زوج من الصقور عبر صحراء "تاكلاماكان" أمام ذلك تصبح كل السبل مباحة، وحيث لا قيم ولا مفاهيم أمام الزحف نحو الحفاظ على السلطة والثروة.

حافظت السينما الصينية عموماً على مستوى جيد في المسابقة في عام لم يكن الأفضل بين سنوات السينما في برلين.