"حرب أفغانستان" من وجهة نظر سينمائية ألمانية لم تعجب النقاد
نشرت في: آخر تحديث:
"بين عالمين" فيلم من إنتاج ألماني لمخرجة من أصل نمساوي قدم يوم الثلاثاء 11 شباط-فبراير في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي إلى جانب ثلاثة أفلام أخرى لمخرجين ألمان سبق وشاركوا في الأيام الأولى من المهرجان في المسابقة وبدوا أفضل فنياً وفي طبيعة تناول المواضيع بينما بدا شريط "بين عالمين" بعيداً جداً عن نيل إعجاب النقاد الذين غادروا قاعة العرض وهم يحتجون عليه.
المخرجة النمساوية فيو الاداغ هي من وقع شريط "بين عالمين" ليشارك في مسابقة المهرجان في دورته الـ64، وهي دورة بدا أن مستوى الأفلام المقدمة في أيامها السبعة الأولى أقل جودة وأهمية من الأعمال التي قدمت في مسابقة المهرجان في أعوام سابقة.
وفي ظل غياب الأفلام السياسية عن برلين هذا العام، وهو موضوع كان يطغى على الجو السينمائي في بعض الأعوام الماضية خصوصاً في السنوات الأخيرة، فإن حضور مثل هذا الفيلم اكتسب أهمية أكبر وعلقت على عرضه آمال أكبر من تلك التي أعقبت عرضه.
وتدور أحداث الفيلم في قرية أفغانية صغيرة تتولى قوات "ايساف" التابعة لحلف الأطلسي مسؤولية حمايتها من هجوم محتمل لـ"طالبان"، وتكلف بذلك وحدة من الجيش الألماني بقيادة الكابتن جيسبير الذي يؤدي دوره في الشريط الممثل الأميركي رونالد زيهيرفيلد.
وكانت مسألة مشاركة قوات ألمانية ضمن قوات "ايساف" العاملة على "حفظ الأمن والاستقرار في أفغانستان" ضمت للمرة الأولى في عدادها قوات ألمانية وكانت تلك المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الألماني في عمليات خارج بلاده منذ الحرب العالمية الثانية. وكان موضوع المشاركة هذا أثار الكثير من الجدل، ولم ترض عنه فئة كبيرة من الشعب الألماني، بقيت معارضة له حتى اليوم، بالنظر إلى ماضي ألمانيا وحاضرها أيضاً.
"لماذا أنتم هنا؟"، يسأل أحد القادة البشتون الضابط الألماني الذي يجيب: "لأجل الشعب الأفغاني" بينما يثير الفيلم قضية موت شقيق الضابط في وقت سابق في أفغانستان أثناء خدمته العسكرية. هذا الأخ الذي يظل يلبس ساعته قبل أن يهديها للمترجم الذي يتعرض للمضايقات ومحاولات الاغتيال مع أخته لعمله مع "إيساف".
والفيلم يختار ديكور الحرب في أفغانستان للحديث عن قضايا إنسانية مثل الكرامة والعلاقة بالآخر والثقة والبيروقراطية التي تحكم عمليات جيش الأطلسي في أفغانستان أمام تعقيدات ذلك الواقع والحاجة أحياناً لقرارات حاسمة تتخذ فوراً على الأرض من دون العودة إلى القيادة.
لكن "بين عالمين" يسقط سريعاً في التبسيط في مواضع كثيرة خصوصاً حين يختصر مسألة التعلم والجيل الجديد في أفغانستان بحضور قوات الأطلسي إلى هذا البلد الذي يعاني ويلات الحروب منذ عقود طويلة، لكن الذي يملك تاريخاً وحضارة أقدم بكثير من الحضارة الأميركية.
والفيلم يقع كذلك في فخ "الآخر-المعلم" الذي يريد الخير للبلد بينما تقول الحقيقة شيئاً آخر مختلفاً وهو ما يواجه به الضابط مرة حول عدد القتلى الأبرياء الذين يسقطون جراء قصف الطائرات من دون طيار. ولا يساعد هذا العمل الجديد حول أفغانستان بالمرة وجود تاريخ طويل من النتاجات الأميركية من هذا النوع، إلى درجة أن المشاهد اعتادها بل وفي أحيان ملها لكثرة تكرارها وعاديتها. فالسينما الأميركية كانت وجدت في أراضي الغزو الجديدة كنزاً من القصص التي استفادت منها السينما حتى التخمة وهو ما دفع الجمهور الأميركي في السنوات الأخيرة للانصراف عنها. انصراف سجله جمهور برلين ونقاده أيضاً وإن كانت القصة تتعلق بجندي ألماني.
المخرجة فيو ألاداغ كانت عملت في التمثيل والصحافة قبل أن تنتقل إلى وراء الكاميرا وتقدم أعمالاً للتلفزيون. "بين عالمين" هو تجربتها السينمائية الثانية بعد مشاركتها في مسابقة "الفوروم" في برلين سابقاً بعملها الأول، وهي هنا، كما في المرة الأولى، كتبت وأخرجت وأنتجت العمل.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك