السينما الإيرانية التي ضيق عليها داخليا تحاول النهوض في الخارج
ليست السينما الإيرانية بغريبة على مهرجان برلين فهي في السنوات الأخيرة كانت دائمة الحضور وقد منح شريط "ستارة مغلقة" للمخرج جعفر بنهي الممنوع من العمل والموضوع قيد الإقامة الجبرية جائزة في برلين العام الماضي ما استدعى احتجاج إيران التي عمد رئيسها السابق إلى قمع عدد من السينمائيين خاصة بعد ما عرف بربيع طهران عام 2010 وبعد أن عمد عدد من السينمائيين لتصويره أو كانوا من ضمن الناشطين في خلاله.
نشرت في: آخر تحديث:
وفي العام 2011 انتزع أصغر فرهادي جائزة الدب الذهبي أرفع جائزة في المهرجان عن شريطه انفصال بعد أن كان قبل عامين على ذلك نال جائزة الدب الفضي لأفضل إخراج في برلين عن شريطه "بخصوص إيلي"، لكن فرهادي بات يعيش اليوم في باريس بينما يعيش محسن مخملباف في أوروبا أيضا وقد غادر طهران الكثير من المخرجين الذين واجهوا المنع ومصادرة أعمالهم قبل منعهم كليا من العمل كما كان الحال مع جعفر بناهي.
هذه الظروف أيضا أجبرت كياروستامي على صنع أفلام بعيدة عن المواضيع الإيرانية فصور فيلما مع نجوم فرنسيين مثل جولييت بينوش في إيطاليا وصور فيلمه الأخير في اليابان حول علاقات الحب أيضا هو الذي حاز على سعفة مهرجان كان الدولي عن فيلمه "طعم الكرز" فضلا عن جوائز دولية أخرى.
تبدو السينما الإيرانية اليوم محاصرة ومضيقا عليها داخل إيران. لذلك فإن العاملين على هذه السينما التي سحرت الجمهور وحضرت في السنوات العشرين الأخيرة في الكثير من المهرجانات ينقذونها من الخارج مع الاحتفاظ بالصيغة الإيرانية للقص السينمائي حتى وإن اختلفت المواضيع وابتعدت عن إيران.
السينما الإيرانية تتمثل في هذه الدورة الرابعة والستين من مهرجان برلين بالمخرجة الشابة سوذابي مرتزائي التي يقدم المهرجان أول فيلم لها على الإطلاق بعد أعمال قصيرة ووثائقية وبعد أن درست في الولايات المتحدة فيما هي تعيش في النمسا حيث صورت أحداث فيلمها في مخيم للاجئين الوافدين من بلدان مختلفة.
الفيلم "ماكوندو" يحكي قصة صبي شيشاني لجأ مع أمه وأختيه إلى النمسا بعد مقتل الوالد في الحرب مع روسيا، وهو من هذا المكان المختلف يحاول أن يوائم بين تقاليد العيش في مجتمع مختلف وبين ما نشأ عليه هو وأهله من تقاليد.
الصبي يحاول أن يكون رجلا وأن يقوم على ما استطاع من شؤون البيت وقد صورته كاميرا المخرجة بلقطات قريبة وهو يتلقن من الحياة دروس الحياة فيخطئ ويصيب ويتعلم.
والفيلم يراعي تقاليد السينما الإيرانية في معالجة الجانب الإنساني لطفل يتعلم يوما بعد يوم معنى المسؤولية والكرامة والقبول وكله في قالب شديد الواقعية سلس جيد الصنع دون أن يتميز .
مسابقة هذا العام امتازت بحضور كبير للسينما الواقعية التي تعاطت مع شؤون مختلفة وتناول أربعة منها سير الأطفال والمراهقين في عالم اليوم.
ذلك كان الشأن في فيلم "صبا" للمخرج الأميركي ريتشارد لينكليتر الذي يتمتع بخظوظ كبيرة للفوز بأرفع الجوائز وفيلم "محطات درب الصليب" الألماني للمخرج ديتريش بروغمان وفيلم "جاك" الألماني أيضا لإدوار بيرغر.
مواضيع متعلقة:
اعتقال المخرج السينمائي جعفر بناهي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك