ليبيا

إسلاميو ليبيا ينجحون في الاستيلاء تماما على السلطة بعد الإطاحة بزيدان

الصورة من رويترز

حتى لو لم يكونوا يشكلون الأغلبية بين أعضاء المؤتمر الوطني العام المكون من 200 عضو، فإن الإسلاميين تمكنوا من السيطرة على المؤتمر عبر جذب نواب خصوصا من "حزب العدالة والبناء الإسلامي" وهو حزب انبثق أساسا عن الإخوان المسلمين كما شدوا إليهم كتلة "الوفاء للشهداء" وهي الكتلة الأكثر تشددا في المؤتمر ووسع الإسلاميون بذلك نفوذهم ليصبحوا القوة الأكبر القادرة على فرض قانونها على البلاد.

إعلان

 ليبيا على شفير الحرب الأهلي

ومنذ انتخابه صيف العام 2012 فإن هذا المؤتمر الذي هو بمثابة البرلمان والذي نجح الإسلاميون في أخذه في اتجاههم استحوذ على كافة السلطات ما ترك حيزا محدودا جدا أمام الحكومة للمناورة ولقيادة مؤسسات البلاد بدءا من أعلى الأجهزة مثل الجيش وصولا إلى استثمار قطاع الثروة النفطية التي تصدر عائدها ميليشيات تعمل لحسابها الشخصي.
 
الإسلاميون كانوا مارسوا ضغوطا كبيرة على رئيس الحكومة الذي غادر البلاد علي زيدان ليدفعوه للاستقالة وهو ما استمر في رفضه : "لا نصر على البقاء" قال زيدان" لكننا نحرص على عدم تسليم البلاد لجهة قد تأخذها في اتجاه لا يخدم المصلحة الوطنية".
 
أما أصوات النواب العشرة الذين احتجوا داخل البرلمان على وجود خلل في عملية التصويت على حجب الثقة عن الحكومة فقد ذهبت أصواتهم القليلة أدراج الرياح، ما دفع وزير الإعلام السابق، محمود شمام لاتهام المؤتمر ب "اللصوصية الدستورية".
 
وكان النائب العام في ليبيا أصدر قرارا منع بموجبه زيدان من السفر لكن بدا انه غادر ليبيا على متن طائرة خاصة توقفت لساعتين في مالطا قبل التوجه على بلد أوروبي آخر.
 
ولا يبدو أن الإسلاميين سيتوقفون عند هذه النقطة في ليبيا بل هم مستمرون في إحراز التقدم ويسعون لتحقيق تقدم على الصعيد العسكري واستبعاد خصومهم الرئيسيين مثل الميليشيات النافذة في مدينة الزنتان المقربة من التيار اللبرالي في ليبيا أو المنشقين من الميليشيات التي تسيطر على الموانئ النفطية شرق البلاد حيث يطالبون بحكم ذاتي.
 
كما أن المجلس العسكري المحلي في طرابلس، ذي التوجه الإسلامي، نشر بيانا بعد رحيل زيدان، طالب فيه برحيل كل الميليشيات المنتشرة في كل المواقع الإستراتيجية خصوصا داخل مطار طرابلس الدولي وعلى طريق المطار حيث يستمر وجود ميليشيات مناطق الزنتان.
 
أما الموانئ النفطية فقد أمر المؤتمر الوطني العام مطلع الأسبوع بتشكيل قوة مسلحة لرفع الحصار عنها ويفترض أن تتشكل هذه القوة من كتائب من الجيش وثوار سابقين رغم المنافسة القائمة بين الطرفين وبين الثوار الحقيقيين والميليشيات التي تشكلت من ثوار سابقين شكلوا مصالح يعملون على حمايتها بعد أن أخذوا كميات هائلة من مخازن أسلحة النظام.
 
وكان درع ليبيا الميليشيا الإسلامية التي تضم أساسا ثوارا سابقين من مصراتة أول قوة تقدمت نحو سرت شرقا بحيث أرغمت ثوارا من برقة على الانسحاب من مواقعهم فانسحب هؤلاء إلى الوادي الأحمر قرب سرت.
 
وتؤدي هذه التحركات على الأرض لقوى مختلفة من الثوار السابقين الذين تحولوا إلى إسلاميين وإلى ميليشيات مسلحة إلى مخاطر من اندلاع حرب أهلية تتزايد احتمالاتها في ليبيا طالما أن الجيش ليس القوة التي يتم دعمها من السلطات وبينما تستمر أياد مجهولة في اغتيال عناصر من قوى الجيش والأمن بشكل شبه يومي خصوصا في شرق البلاد.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية