مصر

سجن العقرب يعيد الاعتبار لفنون العزل والتعذيب

الصورة من فليكر (Takver)

أنشئ سجن العقرب في تسعينات القرن الماضي حتى يكون الإطار الأفضل لممارسة كل أنواع التعذيب وعزل المساجين على نحو يجعل كل واحد منهم يشعر بالضيق ويتألم تقريبا كل لحظة دون أن يسمعه أحد. وكانت مجموعة من ضباط أجهزة الأمن والمخابرات المصرية هي التي اقترحت في تسعينات القرن الماضي فكرة إقامة هذا السجن على نظام الرئيس السابق حسني مبارك بعد عودتها من دورة تدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية للتصدي للجماعات الإسلامية المسلحة.

إعلان

 ويقول عدد من الذين يعرفون هذه السجن إن كثيرا من ضباط المخابرات المصرية من الذين لم يتلقوا دورات تدريبية في الولايات المتحدة أصروا على أن يكون سجن العقرب جزءا من سجن طرة الشهير الذي أنشئ في نهاية عشرينات القرن الماضي. وبرروا هذا الإصرار بكون التجربة المصرية في مجال التعذيب والتفنن في الحصول على المعلومة لدى الأشخاص الذين يتم استجوابهم في مجال جرائم الإرهاب تجربة عريقة. وتأتى لهم ذلك فأصبح سجن العقرب يرمز إلى " تعددية " سجن طرة.

وكانت غالبية منظمات حقوق الإنسان المصرية قد طالبت بشطبه من قائمة السجون المصرية بعد قيام ثورة يناير-كانون الثاني عام 2011 لأنه كان يرمز فعلا إلى الحدود القصوى غير المشروعة وغير الإنسانية في التعامل مع نزلاء السجون ومنها الحرص على تسريب الحشرات عنوة إلى الزنزانات الضيقة جدا والسعي إلى تركيز عمليات التعذيب على الأعضاء الحساسة في الجسد والاعتداء الجنسي بمختلف الأشكال على المساجين الذين يرفضون الكذب والمساعدة على تلفيق تهم تلصق بهم وتقدم عموما كما لو كانت جرائم متصلة بالإرهاب والحال أنها لا تتجاوز عموما حدود الاختلاف في الرأي السياسي.

وبعد وصول الرئيس المخلوع محمد مرسي إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع ، خففت بعض هذه الممارسات ولكنها لم تنقطع. وبعد خلعه وضع في سجن العقرب غالبية المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين أو المتعاطفين معهم أو الذين يقولون إن عزل مرسي في قاموس الديمقراطية هو انقلاب عسكري ليس إلا. وأعيد الاعتبار إلى مختلف أساليب القمع والتعذيب التي كانت تمارس فيه خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

ربما يشعر بعض نزلاء السجن ببعض " الراحة النفسية" وهم يذكرون أنفسهم بأن من بين جيرانهم في بعض غرف سجن طرة مسئولين سابقين كانوا وراء إنشاء سجن العقرب. ولكن هذه " الراحة" عرضية لأن حراس سجن العقرب وطباخيه وأطباءه وممرضيه والمشرفين عليه من جهاز الأمن الذين تلقوا دورات تدريبية في مجال فنون التعذيب الجسدي والنفسي في الداخل أو في الخارج، ولأن نظام هذا السجن يتطلب إقامة علاقة مستمرة بين الجانب النظري من جهة وتطبيقاته العملية من جهة أخرى.

هذا ما تؤكده اليوم شهادات الذين زج بهم في سجن العقرب منذ عزل محمد مرسي وشهادات أسرهم.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية