سيغولين روايال إحدى "مقاتلات" الحكومة الفرنسية الجديدة
نشرت في: آخر تحديث:
تعد سيغولين روايال إحدى الشخصيات الأساسية التي يعول عليها مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي الجديد والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لتكون في واجهة "الحكومة المقاتلة" التي أراد هولاند تشكيلها بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها الحزب الاشتراكي الحاكم في أعقاب الانتخابات البلدية الأخيرة. وقد كلفت في الحكومة الجديدة بحقيبة موسعة تشمل " البيئة والتنمية المستدامة والطاقة".
ويقول بعض المراقبين المطالعين على الشأن السياسي الفرنسي إن اختيار سيغولين لإدارة هذه الوزارة اختيار مصيب لعدة أسباب منها أن هذه السيدة كانت قد أدارت وزارة البيئة لمدة سنة في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران في تسعينات القرن الماضي. ونظرا للمسئوليات التي كانت قد تولتها على المستوى المحلي،فإنها تمكنت من تلمس العلاقة العضوية القائمة بين التنمية المستدامة من جهة والطاقة من جهة أخرى . وكانت دوما تنادي بضرورة إيجاد توازن بين المتطلبات الاقتصادية من والاعتبارات البيئية.
وإذا كان معظم الأشخاص الذين تولوا من قبل وزارة البيئة قد فشلوا في مواجهة الضغوط الكبيرة التي تمارس عليهم عادة من قبل السلطة التنفيذية لتفضيل الجوانب الاقتصادية على الاعتبارات البيئية، فإن شخصية سيغولين روايال القوية وجرأتها في الدفاع عن الملفات التي توكل إليها عنصران هامان من العناصر التي يمكن أن يستخدمها رئيس الدولة ورئيس الوزراء لمحاولة الإبقاء على علاقة إيجابية بين الحزب الاشتراكي الحاكم وحزب الخضر الذي رفض الانضمام إلى الحكومة الجديدة ورفض المنصب الذي منح سيغولين روايال. وفي حال نجاح الوزيرة الجديدة في دفع عجلة الاقتصاد الأخضر عبر مهامها الجديدة ،فإنها ستكون جزءا من الخلية التي تعمل على إنجاح قمة المناخ التي ستستضيفها فرنسا في عام 2015 والتي ينتظر مبدئيا أن تتوصل إلى إقناع الأسرة الدولية بضرورة إبرام اتفاقية دولية تعوض بروتوكول كيوتو وتكون أداة قانونية فاعلة وملزمة في ما يخص الحد من الانعكاسات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تتسبب فيها ظاهرة الاحتباس الحراري .
وواضح أن التجربة السياسية والإدارية الطويلة التي تملكها سيغولين روايال، من شأنها مساعدة فرنسا على الأقل على الإعداد بشكل جيد إلى هذه القمة وعلى العمل على إنجاحها . ولابد من التذكير بأن وزيرة " البيئة والتنمية المستدامة والطاقة" في الحكومة الفرنسية الجديدة تمكنت من تعميق هذه التجربة خلال الحملة التي قادتها في عام 2007 باعتبارها مرشحة اليسار للانتخابات الرئاسية التي أدت إلى انتصار نيكولا ساركوزي عليها.
أية علاقة مع هولاند؟
وبعد عودة سيغولين إلى واجهة الأحداث السياسية، يتساءل كثير من المحللين السياسيين عن طبيعة العلاقة الجديدة التي ستربط بينها وبين رئيس الدولة. ويعزى هذا التساؤل إلى كون سيغولين رفيقة هولاند السابقة وأم أطفاله الأربعة. وقد نشأت بينهما علاقة حب وهما طالبان. وعملا سويا مع الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران الذي يعتبر عرابهما السياسي. ولكن العلاقة التي أقامها هولاند مع رفيقته السابقة " فاليري تريفيلير" كانت وراء انفصال وقطيعة طويلة بين الرئيس الحالي وأم أبنائه. وكانت سيغولين ترغب في العودة إلى واجهة الأحداث بعد الانتخابات التشريعية السابقة آملة في أن تنتخب رئيسة لمجلس النواب. ولكنها فشلت في إنجاز هذا المشروع وازداد حقدها على " فاليري " التي اضطلعت بشكل غير مباشر في إفشال المشروع.
وإذا كان البعض يرى أن سيغولين قادرة عبر جرأتها ومنصبها الجديد على الانتقام من فاليري ومن هولاند، فإن البعض الآخر يرى أنها تعلمت كثيرا من هفواتها السابقة ومن فشلها السياسي في بز ساركوزي وانفصالها عن فرانسوا هولاند، وأن كل همها اليوم أن تظهر أمام الفرنسيين في بمظهر " المقاتلة " القادرة على التوليف بين الاعتبارات البيئية من جهة والاعتبارات الاقتصادية من جهة أخرى. وما يساعدها على أن إقامة علاقة جيدة مع رئيس الدولة الذي كان رفيقها السابق أنه انفصل عن فاليري. أضف إلى ذلك أن هولاند أكد أنه لن يقبل بالإبقاء على وزراء غير منضبطين في الحكومة الجديدة لأن الانضباط شرط أساسي من شروط النجاعة في العمل الحكومي. وهذا ما كانت تفتقر إليه الحكومة السابقة التي كان يترأسها جان جاك إيرولت.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك