الهجرة ـ أوروبا

اشكالية الهجرة تلقي بظلالهاعلى الانتخابات الأوروبية

في الوقت الذي تتوقع فيه معاهد استطلاعات الرأي معدلات قياسية لنسبة المقاطعة ألقت اشكالية الهجرة بظلالها على حملة هذه الانتخابات الأوروبية. فقد استغل اليمن المتطرف المناهض لآليات البيت الأوروبي الموحد ظاهرة تدفق المهاجرين من إفريقيا وآسيا على الفضاء الأوروبي لكي يحاول إقناع الرأي العام الفرنسي بان منبع مشاكلهم تلك الحدود الأوروبية الشاسعة التي يصعب على أي شرطة ضبطها.

الصورة تعبيرية، الأصل من رويترز
إعلان

 

و قد لعب هذا التيار المعادي لمفهوم الوحدة الأوروبية والمساند للعودة الى المربع الوطني الضيق على وتر الخوف الذي بدأت صور المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي تحدثها في مخيلة المواطن الأوروبي.

و يجمع المنتقدون للعمل الأوروبي المشترك على وصف القارة العجوز على أنها أصبحت لقمة سائغة في أيدي قنوات مهربي البشر الآتية من جنوب المتوسط و شرق أوروبا وما يترتب عن ذلك من متاعب اقتصادية تساهم في ظاهرة الازدحام على سوق العمل والخدمات الاجتماعية. وفي تبسيطهم لرهانات هذه الإشكالية يحاول خطاب اليمين المتطرف أن يضع على عاتق أوروبا كل متاعب المواطن الأوروبي ووضعية الحرمان الاقتصادي والاجتماعي التي يعيشها.

ويبدو ان هذا الخطاب بدأ يؤتي ثماره إذ تؤكد مختلف معاهد استطلاعات الرأي أن اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين قد يحقق اختراقات تاريخية في هذه الانتخابات تجعله يتصدر النتائج أمام حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية والحزب الاشتراكي.

و قد استبق اليمين التقليدي هذه الضربة وحاول أن ينسف هذه الاستراتيجية عبر اتهام اليمين المتطرف باتباع سياسية الكذب و التهويل المفرط وهو الخطاب الذي تبناه زعيم حزب من أجل حركة شعبية جان فرانسوا كوبي كما حاول تقديم سياسة ومقاربة بديلة لهذا الواقع الأوروبي ومن ثم الأفكار التي طرحها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في المقال الذي نشره في أسبوعية لو بوان الفرنسية و صحيفة داي فيلت الألمانية والتي اقترح فيها إضافة إلى التركيز على المحرك الفرنسي الألماني الخروج من اتفاقية شنغن و إقامة شنغن إثنين ...اتفاقية شنغن التي وقعت في حزيران يونيو ١٩٨٥ كانت بمثابة النواة الأولى التي ساهمت في بناء اللبنة الأولى للفضاء الأوروبي المشترك والتي ضمنت حرية نتقل الأشخاص والبضائع وكانت البداية الفعلية لكسر الحدود بين البلدان الأوروبية ومقدمة رمزية قوية قبل إطلاق العملة الأوروبية الموحدة اليورو.

و أمام هذا الاختراق الانتخابي المرتقب لليمين المتطرف الفرنسي أشارت النتائج الأولى في بعض البلدان الأوروبية مثل هولندا بأن التيار الشعبوي الذي يجسده "كيرت والدرز Geert Wilders " المعروف بعدائه العلني للمهاجرين لم يحقق النتائج التي كان يتوقعها حيث من المنتظر ان يحصل على نسبة ١٢،٢ ٪ مقابل ١٧٪التي كان حصل عليها في انتخابات عام ٢٠٠٩. و قد عزى "كيرت والدرز Geert Wilders" هذا التراجع لحزبه الى نسبة العزوف عن التصويت القوية التي شهدته هولندا.

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية