أخبار العالم

مارلين مونرو "الحلم" المزيف

الأسطورة مارلين مونرو، اسمها بالكامل‎ ‎‏"نورما جين بيكر"، ولدت يوم 1 يونيو ‏عام 1926م في لوس أنجلوس بولاية‎ ‎كاليفورنيا، كان اسمها عند الولادة "نورما ‏جين موتينسن" عدلته إلى "بيكر" نسبة إلى والدتها لعدم معرفتها والدها الحقيقي.‏

يوتيوب
إعلان

قضت "مارلين" طفولة بائسة حيث تربت في دارًٍ للأيتام منذ سن التاسعة بعد أن ‏هجرتها والدتها، وتقلبت بين عدة عائلات كما تعرضت للكثير من‎ ‎التحرشات غير ‏الأخلاقية، مما أدى إلى إصابتها بعدد من الأمراض النفسية‎ ‎والعصبية‎.‎

تزوجت مارلين مونرو عام 1942م من جار لها يدعي "جيمس دورتي"‏‎ ‎‏ في 21 ‏من عمره يعمل في مجال التصوير. انفصلت عنه عقب زواج استمر أربع سنوات ‏للتزوج بعد ذلك من لاعب البيسبول "جودي ماجيو" عام 1954 لفترة قصيرة لم ‏تتجاوز 9 أشهر، إذ انفصلت عنه بسبب اعتداءاته الجسدية المتكررة عليها. أما ‏زواجها الثالث، فكان من الكاتب المسرحي الشهير "آرثر ميللر" واستمر هذا ‏الزواج من عام 1956 حتى عام 1961‏‎.‎

ظهرت "مارلين مونرو" لأول مرة علي الملأ على أغلفة إحدى المجلات‎ ‎‏ ‏العسكرية التي قام زوجها السابق المصور "جيمس دورتي" بنشرها بناءً على ‏طلب قائده في الجيش‎ ‎أن يضع صور بعض الفتيات الجميلات على أغلفة المجلات ‏الصادرة عن قيادة الجيش‎ ‎كنوع من الترفيه، ومن ثم طلبتها إحدى شركات الدعاية ‏الأمريكية للعمل لديها كموديل في الإعلانات بعد أن شاهد المسؤولون في الشركة ‏صورها التي نشرها زوجها السابق في مجلات الجيش‏‎.‎
عملت مارلين بعد ذلك ككومبارس في السينما واستثمرت في هذا المجال مواهبها ‏في الغناء والتمثيل إلى جانب ما كانت تتمتع به من إثارة، فقد‎ ‎اعتبرت في ‏خمسينيات القرن العشرين رمزاً للجمال النسوي الأشقر.‏

واشتهرت مونرو بعد مشاركتها في فيلم "غابة الإسفلت" عام 1950م، وأيضا في ‏فيلم آخر هو"كل شيء عن حواء" في العام نفسه. أرادت مونرو أن تتقن مهنتها ‏فالتحقت‎ ‎بأستوديو في نيويورك لدراسة التمثيل، ما صقل موهبتها الفنية وساعدها ‏على أن تصبح أشهر‎ ‎نجمة إغراء في هوليود‎.‎

ومارلين تعتبر أحد أبرز رموز الجمال والأنوثة والدلال والتي اشتهرت بشعرها ‏الأشقر المصفف بطريقة ارتبطت بمظهرها وشخصيتها كعلامة فارقة، وأسنانها ‏التي تتلألأ داخل‎ ‎فمها المزين بأحمر الشفاه اللامع، ما جعل ابتسامتها عنوانا ‏للجاذبية‎ ‎والجمال.‏

‏ مارلين ملكة الإغراء وأسطورة السينما التي تحاول كثيرات من الممثلات ‏والمغنيات أن يتشبهن بها ويقلدن أسلوبها الأنثوي المميز مثل مادونا وبريتني ‏سبيرز وسكارليت‎ ‎جوهانسون وميجان فوكس وريهانا وماريا كاري وليدي جاجا ‏لم تنجُ من مباضع النقاد إذ يعتبر بعضهم أنها لم تكن طبيعية وعفوية كما تقدمها ‏أفلامها، بل كانت نموذجا للصورة التي كانت‎ ‎أمريكا تريد أن تكون عليها بعد ‏الحرب العالمية الثانية، حيث كانت مونرو الـ ‏‎ "‎مصطنعة" لا شيء حقيقي عندها. ‏وكان يتحتم عليها أن تبقى دمية تٌشكلُ حسب‏‎ ‎الطلب أمام العالم وعلى شاشات ‏السينما، لتصور حالة أمريكا المبهرة وتلعب دورا في إغراء‎ ‎شعوب العالم وصنع ‏‏"الحلم الأمريكي" وتعميمه و"السيطرة" من خلال غلاف بريء ساحر لا يوحي ‏بأي نية سيئة‎ ‎أو مكر على شعوب العالم، ويقولون إن مونرو أصبحت "المرأة ‏الحلم" كما أصبحت أمريكا "البلد الحلم‎". ‎

اللافت في نظرة هؤلاء النقاد أنها تتوافق إلى حد بعيد مع نظرة مارلين لنفسها في ‏أواخر أيامها إذ كتبت عام 1960 قبل وفاتها بعامين في إحدى رسائلها "لدي ‏إحساس عميق‎ ‎بأنني لست حقيقية تماما، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة. ‏كل إنسان يشعر‎ ‎في هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكني أعيش هذا ‏الإحساس طوال‎ ‎الوقت، بل أظن أحيانا أنني لست إلا إنتاجا سينمائيا فنيا أتقنوا ‏صُنعه‎". ‎
ما يعطي رأي النقاد شيئا من مصداقية الواقع، الخبر الذي تناقلته الصحف العالمية ‏حول عرض السجلات الطبية الخاصة بمارلين مونرو من قبل دار "غوليينز" ‏للمزادات العلنية لبيعها في تشرين الثاني ـ نوفمبر من العام الماضي، ويتضمن ‏المزاد تقارير طبية تعود إلى عام‎ 1958 ‎تثبت إجراء مونرو جراحة تجميل في ‏ذقنها من خلال صور طبية شعاعية لجمجمتها. وجاء تشخيص الطبيب في التقرير ‏المرفق أن المريضة تشكو من تشوه بالفك، كما تشير دراسات وتقارير إلى أنها ‏خضعت لعملية تقويم للأسنان. وبهذا تعتبر مارلين بعد هذه الاكتشافات أول ممثلة ‏تقوم بجراحة تجميلية.‏

مارلين مونرو وجدت ميتة في يوم 5 أغسطس عام 1962 وهي عارية في ‏سريرها‎ ‎بمنزلها في لوس أنجلوس وكان عمرها 36 عاما، واختلفت الآراء وثار ‏جدل واسع حول طريقة موتها الذي‎ ‎كان يشوبه الكثير من الغموض، فالبعض ‏أرجعه إلى انتحارها بتناول كمية كبيرة من‏‎ ‎الحبوب المنومة، بينما يؤكد آخرون ‏قتلها على يد المخابرات الأمريكية‎ ‎لتهديدها بالكشف عن يومياتها والتي تحتوي ‏وثائق مهمة، منها علاقتها بالرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي وشقيقه روبرت ‏كيندي*‏‎.‎‏ ‏

‏* صحفيان أمريكيان: روبرت كيندي أمر بقتل نجمة السينما العالمية مارلين مونرو‎ ‎

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية