فرنسا - ثقافة

ميشال فوكو فيلسوف بقيمة 3.8 مليون يورو

الصورة من فليكر (thierry ehrmann)

بعد ثلاثين عاماً على وفاة الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو في عام 1984 عن عمر يناهز 57 عاماً، قامت "مكتبة فرنسا الوطنية" مؤخراً بشراء أرشيفه الكامل بعد أن كان هذا الأرشيف قد أدرج عام 2012 في مصاف "الثروات الوطنية" في بلد فولتير.

إعلان
أرشيف ضخم مكون من 37 ألف ورقة، مكتوبة بخط اليد أو بالآلة الكاتبة، يعتبر مجهولاً حتى بالنسبة إلى المختصين بدراسة فلسفة فوكو ومساهماته في التحليل النفسي وتاريخ أنساق الفكر. باعه للمكتبة دانييل ديفير، شريك حياة فوكو، بـ3.8 ملايين يورو، وهو الذي يملك الحقوق المادية على الأرشيف دون حقوقه المعنوية التي تستحوذ عليها عائلة فوكو فقط.

وبرر ديفير في لقاء مع مجلة "تيليراما" الفرنسية قراره بيع الأرشيف اليوم بالقول: "أنا أتقدم في السن (77 عاماً)، ولذا قررت أن من الواجب تحديد مصير الأرشيف. عملية بيع هذا الأرشيف فرضت عليها ضرائب بـ65 بالمئة من قيمته بحكم قوانين الجباية الفرنسية (...) كنت أرغب في منح الدولة هذا الأرشيف مقابل تخفيض الضريبة، غير أنها رفضت مقترحي فقررت أن أترك للتاريخ البت في هذه المسألة".

ومن بين أوراق الأرشيف المكتوبة بعناية فائقة وبحبر أزرق في الغالب نجد 21 صفحة تتضمن عرضاً لأطروحة الدكتوراه التي قدمها فوكو بعنوان "جنون ولاعقل. تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" (1961)، وأربعاً وأربعين صفحة تحتوي على نص درسه الأول في الـ"كوليج دو فرانس" مطلع السبعينات بالإضافة إلى ملاحظات متفرقة تتعلق بكتابه "الكلمات والأشياء" وغيرها.

وبحسب موظفي المكتبة الوطنية المسؤولين عن معاينة الأرشيف وحفظه، فإن "بقايا فوكو" ستكون متوفرة في متناول الطلاب والمهتمين ابتداء من مطلع خريف العام الجاري، يستثنى منها ما قد تعترض عائلة فوكو على نشره للعموم كما فعلت طويلاً مع مخطوطات شهيرة بعنوان "اعترافات الجسد".

ومن المتوقع أن يقود وضع أرشيف فوكو بين أيدي الباحثين إلى فهم أفضل لأسلوب الكتابة والبحث عند فوكو وكذلك إلى إعادة قراءة الفيلسوف الشهير الذي يُدرس حتى اليوم عبر أعماله الرسمية المنشورة خلال حياته، من كتب ومقالات، بالإضافة إلى تلك المنشورة بعد مماته كـ"دروس الكوليج دو فرانس" أو عمله الضخم "مقولات وكتابات".

----------------------------------------------------------------------------

ميشال فوكو

15 تشرين الأول-أكتوبر 1926: الولادة في مدينة بواتييه لعائلة برجوازية محلية
1946: النجاح في امتحان القبول في "مدرسة الأساتذة العليا" في باريس
1955: بدايته في سلك التدريس أستاذاً في جامعة "أوبسالا" السويدية
1958: إعادة افتتاح "مركز الحضارة الفرنسية" في جامعة وارسو في بولندا
1959: رئيساً لـ"المعهد الفرنسي" في هامبورج في ألمانيا
1966: الانتقال إلى ضاحية سيدي بوسعيد التونسية والتدريس في الجامعة لمدة سنتين
1969: اختياره لشغل كرسي أستاذ في الـ"كوليج دو فرانس"
1971: تأسيس "جماعة البحث حول السجون"
1975: نشر كتابه "المراقبة والمعاقبة"
1984: نشر الجزأين الأول والثاني من "تاريخ الجنسانية"
25 حزيران-يونيو 1984: دخول مشفى "سالبيتريير" في باريس في الثاني من الشهر ثم الوفاة لأسباب لا تزال مجهولة رجح البعض أنها قد تكون ورماً في الدماغ بينما قال آخرون إنها نجمت عن أزمة في الجهاز العصبي المركزي.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية