الصين

بعد حظر الخيال العلمي، دورات عسكرية لتخفيف استهلاك الانترنيت

تعمد الحكومة الصينية بين وقت وآخر إلى اعتماد إجراءات ضبط وسيطرة اجتماعية تستهدف الشباب بالدرجة الأولى وتركز على وسائل التكنولوجيا الحديثة والإنترنيت بالإضافة إلى الإعلام والترفيه، وهي الوسائل التي تتميز بقدرة كبيرة على الجذب وتوسيع المدارك وحتى الهروب من الواقع القائم والحلم بتجاوزه في بلد تحدث فيه وحده 30 بالمئة من حالات الانتحار في العالم.

الصورة من رويترز
إعلان
من ذلك حملة انتشرت مؤخراً تهدف لإعادة الشبان إلى أرض الواقع وتخفيف معدلات استهلاكهم للانترنيت بإخضاعهم لدورات عسكرية في حوالي 25 معسكراً يشرف عليها ضباط سابقون في الجيش وتتضمن، إلى جانب التدريبات العسكرية والتمارين البدنية، دروساً في الموسيقى والرقص.

ومع ارتفاع عدد الشبان الصينيين الذين يستخدمون الإنترنت ويقضون ساعات في ممارسة الألعاب الإلكترونية للهرب من الضغوط التي يفرضها مجتمع به 1.3 مليار شخص يتزايد توجه الآباء والأمهات القلقين نحو المعسكرات لمكافحة الإدمان الإلكتروني.

الصين تمارس رقابة واسعة على محتوى الإنترنيت (الصورة من رويترز)
الصين تمارس رقابة واسعة على محتوى الإنترنيت (الصورة من رويترز)

ورغم ما يبدو ظاهراً من أن التجربة عبارة عن مبادرة من المجتمع المدني تهدف لعلاج مدمني الانترنيت المتأثرين صحياً ولا تتبناها الحكومة بالضرورة، إلا أن غض الطرف وتقديم المعسكرات تعطي الانطباع برضى الحكومة عن المبادرة ودعمها، هذا عدا عن أن هدف التجربة، وهو عودة الشباب للانخراط في "الحياة الطبيعية" وابتعادهم قدر الإمكان عن الانترنيت، يتناسب تماماً مع تطلعات الحكومة وممارساتها.

وكان من أوضح الأمثلة على توافق هذا الهدف مع استراتيجية واضحة ترعاها الحكومة، بروتوكولٌ أصدرته مصلحة الدولة الصينية للإذاعة والسينما والتليفزيون مطلع عام 2011 يضع عقبات أمام بث كل مادة سمعية أو بصرية متعلقة بموضوع شهير من الخيال العلمي هو "السفر عبر الزمن" في وسائل الإعلام، لأنها، بحسب الحكومة، "تفتقر للأفكار والمعاني الإيجابية" وقد يؤدي عرضها إلى "تجميل الخرافات والمؤامرات الغريبة واستخدام التكتيكات العبثية، وحتى تشجيع الإقطاع والمعتقدات الخرافية وعقيدة القدرية والتناسخ".

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية