أخبار العالم - موسيقى
لورين مازيل، رحيل العملاق الآخر
بعد رحيل المايسترو الايطالي الكبير كلاوديو أبادو منذ أشهر قليلة، إن عالم الموسيقى في حداد جديد مع وفاة قائد الاوركسترا لورين مازيل.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
كتب الكثير عن المايسترو الأمريكي، عن بداياته الموسيقية المبكرة، عن موهبته الفذّة، أو عن مستحقاته المالية التي جعلت منه أحد أكثر الفنّانين الكلاسيكيين الذين يتقاضون مبالغ مالية خيالية.
ولكن ما سيحفظه التاريخ هو الفن العالي الذي قدّمه مازيل خلال مسيرته الفنية التي امتدّت على أكثر من سبعة عقود. اسم مازيل يضاف اليوم إلى قلّة قليلة من أسماء قادة الاوركسترا الذين عرفوا وهم لم يبلغوا بعد سنّ المراهقة.
فبدايات مازيل كانت في الحادية عشرة من العمر عندما قاد اوركسترا ن.بي.سي السمفونية في أعمال لمندلسون وفاغنر، بدعوةٍ من العملاق الايطالي أرتورو توسكانيني. بدايات تذكّرنا بتلك القصص التي كانت تحكى بالحديث عن عمالقة كموزارت أو شوبرت أو ميندلسون.
وخلال مسيرته سيقوم مازيل بقيادة أبرز الفرق الاوركسترالية الأوروبية منها والأمريكية: من اوركسترا أوبرا فيينا، إلى الاوركسترا الوطنية الفرنسية مرورا" باوركسترا كليفلاند وصولا" إلى اوركسترا نيويورك الفيلهارمونية.
كانت لمازيل أيضا" إطلالات في العالم العربي خاصة" مع قيامه عام 2008 فور تركه منصبه كمدير لاوركسترا نيويورك بقيادة اوركسترا قطر الفيلهارمونية مقدّما" الحفل الأوّل لهذه الاوركسترا الفتيّة في الدوحة. ودائما" وبفضل المايسترو الأمريكي ستعرف الاوركسترا شهرة" في الأوساط الكلاسيكية مع قيامِ مازيل بقيادتِها في كبرى الصالات الأمريكية والأوروبية خلال سنوات عدّة.
لم يخل أسلوب مازيل الفنّي في قيادة الاوركسترا من الانتقادات بحيث كان ينظر إليه البعض على أنّه يستخدم أسلوبا" رصينا" وموضوعيا" تغيب عنه الشاعرية إلا أنّ ما لم يغب عن أنظار وأذان النقّاد هي حاسة السمع التي كان يتمتّع بها والتي كانت تخوّله ملاحظة أيّ خطئ نابع عن أيّة آلة في الاوركسترا.
تقنية مازيل في القيادة، وهي ميزة أخرى من ميزاتِهِ، خوّلته تسجيل عشرات الأعمال السمفونية وخاصة" الرومنطيقية منها، من سمفونيات بتهوفن، إلى أعمال ماهلر أو راخمانينوف أو بروكوفييف والتي غابت عنها الأعمال الموسيقية المعاصرة.
كانت لمازيل أيضا" محاولات في التأليف لم تضاه موهبته في قيادة الاوركسترا. من أبرز أعماله أوبرا "1984" والذي اعتمد فيه على رائعة الكاتب الانكليزي جورج اورويل.
لورين مازيل، رحيل العملاق الآخر
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك