الصين - ثورة ثقافية ثانية
هل تطلق الصين ثورتها الثقافية الثانية ؟
نشرت في:
(حملة عقائدية لحماية موظفي الدولة من التأثيرات الغربية التي هي مصدر ضلال وفقدان للهوية، وضرورة التركيز على الثقافة التقليدية لحماية الاستقلال الفكري لموظفي الدولة وتجنيبهم أن يصبحوا مجرد مقلدين للقيم الأخلاقية الغربية)
إعلان
أصحاب هذه المقولات ليسوا شيوخ الدين في المملكة العربية السعودية، وليسوا رموز التطرف في أفغانستان أو باكستان، وإنما يتعلق الأمر بحملة عقائدية يشنها الحزب الشيوعي الصيني على صفحات جريدته الرسمية، بالإضافة إلى مذكرة رسمية وزعتها مؤخرا دائرة التنظيم في الحزب الشيوعي الصيني أكدت فيها ضرورة أن يجدد الموظفون التأكيد على "إيمانهم بالاشتراكية ذات الخصوصيات الصينية" والخضوع من اجل ذلك إلى دورات "تدريب معمقة" على المبادئ الماركسية.
وتشمل القيم الغربية الرفوضة والمحظورة ـ وفقا لهذه المذكرة ـ النظام الديمقراطي الدستوري والقيم العالمية و"المجتمع الدولي"، كما يجب الحذر، أيضا، من "الخرافات" والدين.
وأوضحت صحيفة غلوبال تايمز التي تنتمي إلى مجموعة صحيفة الشعب الإعلامية، لسان حال الحزب الشيوعي الصيني، أن المذكرة توصي بإقامة آلية تأهيل "على المدى الطويل" لمواجهة المشكلة في ظل "تغييرات عميقة" شهدتها الصين وكذلك على الصعيد الدولي.
وتحدثت الصحيفة خصوصا عن "قلة الإيمان" و"سوء الأخلاق" لدى الموظفين اللذين باتا يطرحان "مشكلة كبيرة" لسمعة الحزب، مستندة إلى وكالة الصين الجديدة في إشارة إلى الفساد المستشري في صفوف الحزب والدولة.
وحتى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية التي تعتبر ابرز مركز أبحاث في البلاد لم تسلم من انتقادات الحزب الشيوعي الذي رأى أنها "مخترقة من الأفكار الغربية". وحذرت الصحيفة من أنه سيتم اعتبارا من الآن تقييم أعضاء الأكاديمية وباحثيها وفقا لأيديولوجيتهم وانضباطهم السياسي، كما أضافت الصحيفة استنادا إلى توصيات الهيئات التأديبية في الحزب.
ويقوم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم منذ 1949 ويضم 86,7 مليون عضو، بانتظام "بحملات إصلاح" أيديولوجي تهدف إلى تحقيق توازن مع اختياره التنمية الرأسمالية في الصين، وأحد أكثر هذه الحملات قسوة ودموية كانت بلا شك الثورة الثقافية في عهد ماو تسي تونغ.
وتتزامن هذه الحملة الأيديولوجية الجديدة مع حملة مكافحة الفساد التي أطلقها الرئيس شي جنبينغ وتعتبر من اشد الحملات منذ عقود.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك