ثقافة - العراق

المخرج عامر علوان: "أفلامي تدعو للمواطنة ونبذ الطائفية"

الصورة من فيسبوك

يشارك المخرج العراقي عامر علوان بفيلم جديد يحمل عنوان "الحاج نجم البقال" في مهرجان "مالمو" للسينما العربية في السويد للفترة مابين 26 إلى 30 من شهر أيلول-سبتمبر القادم. التقيناه في حديث عن المهرجان وأعماله السينمائية وواقع السينما العراقية.

إعلان

ماذا يمثل هذا المهرجان لك وهل شارك الفيلم في مهرجانات أخرى؟

مهرجان "مالمو" تتنافس فيه الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأيضاً الوثائقية، ويهدف إلى تعريف الجمهور بالسينما العربية وإجراء نقاشات معمقة بين صانعي الأفلام والنقاد. وهو حدث ثقافي يقام سنوياً في السويد ويُساهم في تكريس التفاهم والعيش المُشترك المبني على الاحترام المُتبادل بين ثقافات الشعوب المختلقة.

وهذا ليس المهرجان الأول الذي سيشارك فيه الفيلم، فقد شارك في مهرجان السينما الشرق-أوسطية في سويسرا ومهرجان "فجر" السينمائي الدولي في طهران، كما سيشارك في مهرجان الرباط الدولي في المغرب ومهرجان "السيكال الذهبي" للسينما العالمية في مدينة مونتروي في فرنسا في المسابقة الرسمية .

ما هي الفكرة التي ترغب بإيصالها للمشاهد من خلال فيلمك؟

في ظل ما يحدث الآن في العراق من قتل على الهوية واحتراب طائفي، حتى بات المواطن العراقي ينسى وطناً اسمه العراق ويتشبث بالطائفة والقبيلة، الفيلم هو دعوة للرجوع إلى التاريخ، وبالتحديد عام 1918 لأذكّر بأن المواطن العراقي كان أكثر التصاقاً بوطنه. كفنان، أدعو إلى المواطنة والارتباط بالوطن ونبذ الخلافات الطائفية والمذهبية. وهذا ما أردت أن أقوله من خلال أحداث الفيلم التي تنقل ما يعيشه العراق بعد سقوط النظام السابق ودخول القوات الامريكية وما سبق أن مر به البلد في ظل السيطرة البريطانية عام 1918.

يتناول الفيلم قصة "ناديا" التي ولدت في فرنسا من أصل عراقي، أبوها هو حفيد "نجم البقال" الذي هاجر إلى فرنسا منذ ما يقرب من الخمسين سنة. بعد وفاته تعود "ناديا" لدفن جثمان أبيها في المدينة التي ولد فيها (النجف) نزولاً عـند رغبته. وبهذا تزور العراق لأول مرة وتكتشف بلد أبيها وقصة جدها الحاج "نجم البقال" وقصة العراق مع الاستعمار. الفيلم من بطولة الفنان سامي قفطان وطه علوان وفارس عجام والفنانة عواطف نعيم وهناء محمد، كما شارك فيه فنانون من بريطانيا وهم كولن ريس وهاري ليستر وقام بكتابة السيناريو والحوار سلام حربة ومدة الفيلم ساعة و34 دقيقه وهو ناطق باللغتين العربية والانكليزية وهناك نسخة مترجمة إلى الفرنسية.

ما هي رؤيتك السينمائية في سرد أحداث الفيلم؟

لقد اخترت الرؤية السينمائية الواقعية بدءاً من اختيار أماكن التصوير إلى حركة الكاميرا، كما حرصت على اختيار الأزياء والماكياج بطريقة واقعية وبسيطة وتجنبت، من خلال المونتاج، استعمال الأسلوب التقليدي "الفيد"، أي "الفراغ"، في تركيب الصورة على الصورة لاسترجاع الماضي واستذكاره بل اعتمدت أسلوب التقطيع الحاد والمفاجئ في سردي الصوري فأنا من المهتمين بالسينما الإيطالية وأسلوبها في نقل الواقع بصدق.

ما هو برأيك موقع السينما العراقية اليوم؟

انقطعت السينما العراقية فترة طويلة عن العالم وخاصة في فترة الحصار نتيجة لنقص الإمكانيات وانقطاع التواصل التكنولوجي والتقني والسينمائي مع العالم حتى كادت السينما العراقية أن تندثر. واليوم نحاول، بجهود خاصة يقوم بها المخرجون والسينمائيون، إحياء السينما العراقية رغم أننا لا نحصل على الدعم المطلوب من المؤسسات الحكومية. كما أن الممثل العراقي لا يحصل على الأجر الذي يستحق بالإضافة إلى صعوبة الحصول على نصوص متميزة مخصصة للسينما، فأغلب الكتاب تعودوا على كتابة الدراما التلفزيونية. نحن بحاجة إلى توجيه المجتمع ثقافياً من خلال دعم السينما وإعادة افتتاح صالات السينما التي أغلقت نتيجة الفكر ألظلامي المعادي للثقافة.

قبل الإخراج كانت لك أدوار تمثيلية. لماذا انقطعت عن التمثيل؟

قبل خروجي من العراق كنت ممثلاً في المسرح والتلفزيون. كلفت من قبل قناة ARTE الفرنسية لإدارة الإنتاج في فيلم "المغني"، ثم شاءت الظروف أن أقوم يمهمتي التمثيل وإدارة الإنتاج رغم أني أفضل الوقوف خلف الكاميرا وليس أمامها. وقد لقي الفيلم نجاحاً في بعض المهرجانات العربية كمهرجان وهران. لقد استفدت من التجربة، كما سمحت لي الإقامة في باريس بالعمل مع مخرجين فرنسيين وبتمثيل بعض الأدوار كدور صغير في فيلم "فتاة القطار السريع" لأندريه تشيني مع كاترين دينوف. وأنجزت أكثر من فيلم تسجيلي منها "العراق بين الواقع والخيال" و"وداعاً يا بابل" وقمت بإعداد حلقات المسلسل التلفزيوني "سقوط الخلافة العثمانية".

----------------------------------------------------------------------------

عامر علوان مخرج عراقي يقيم في باريس منذ ثلاثين عاماً من مواليد مدينة الحلة. درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد وتخرّج منه عام 1979، ثم انتقل إلى باريس لإكمال دراسته الجامعية في السينما وعمل في مسرح الأوبرا لتتطور خبراته الفنية. وبعد إنجازه لعدد من الأفلام التسجيلية أنجز أول فيلم روائي سينمائي طويل بعنوان "زمان رجل القصب" مع قناة ARTE الفرنسية والذي حصد عنه جوائز عالمية كثيرة.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية