أخبار العالم

تقرير أمريكي: أكبر حركات نزوح في التاريخ الحديث بسبب حروب الأديان

لاجئون من أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار يفرون بواسطة قارب خشبي إلى ملجأ مؤقت - نيسان 2013 (الصورة من رويترز)

شهد العام الماضي أكبر حركات نزوح سكاني لأسباب دينية في التاريخ الحديث، وفق التقرير الدولي السنوي حول الحريات الدينية، الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية سنويا، وتستعرض فيه الوضع في عشرات البلدان.

إعلان

تحدث التقرير عن هروب الملايين من منازلهم قائلا "في جميع أنحاء العالم تقريبا، أرغم الملايين من المسيحيين والمسلمين والهندوس وأتباع ديانات أخرى على مغادرة منازلهم بسبب معتقداتهم الدينية (...)سواء بدافع الخوف أو بالقوة، تفرغ أحياء كاملة من سكانها".

إلا أن التقرير الأمريكي، الذي وصف حركة النزوح هذه بأنها الأكبر في تاريخ العالم الحديث، لم يقدم إحصائيات دقيقة تسمح بالمقارنة مع السنوات السابقة، مشيرا إلى أنه من الشرق الأوسط إلى آسيا وصولا إلى إفريقيا وأوروبا "مجموعات كاملة تختفي من مساكنها التقليدية والتاريخية وتتبعثر. وفي مناطق النزاعات على الأخص, باتت حركات النزوح السكاني الواسعة النطاق هذه وبشكل خطير هي القاعدة". وشددت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها، بصورة خاصة، على النزاعات في سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والاضطرابات الدينية في بورما.

بالنسبة لسوريا، التي تشهد نزاعا مستمرا منذ أكثر من ثلاث سنوات، أكد التقرير أن "الوجود المسيحي لم يعد سوى ظل ما كان عليه" موضحا أنه "في مدينة حمص تراجع عدد المسيحيين من حوالي 160 ألفا قبل النزاع، إلى ألف" اليوم.

التقرير الذي يغطي العام الماضي لا يشير إلى العراق، حيث تم وضعه قبل الهجوم الذي شنه مقاتلون إسلاميون، على رأسهم تنظيم "الدولة الإسلامية" ـ داعش، في هذا البلد وسيطروا خلاله على مناطق واسعة منه من بينها مدينة الموصل، وأرغموا آلاف المسيحيين وغيرهم من الأقليات الأخرى على الفرار.

ولكن وزارة الخارجية أشارت، بالرغم من ذلك، إلى "تقارير حول تجاوزات اجتماعية وعمليات تمييز بناء على الانتماء الديني أو المعتقد أو الشعائر" وقعت في العراق العام الماضي. وحذرت من أنه "حين تختار الحكومات عدم مقاومة التمييز على أساس الدين وعدم تقبل الآخرين فهي تخلق بيئة تسمح بتعزيز مواقع مجموعات عنيفة وغير متسامحة مع الآخرين". ووجه وزير الخارجية جون كيري، لدى عرضه التقرير على الصحافة، انتقادات شديدة إلى "الدولة الإسلامية" ـ داعش وممارسات هذا التنظيم قائلا "رأينا جميعا وحشية الدولة الإسلامية وقسوتها التي لا تصدق".

وذكرت الوزارة حالات اضطهاد الشيعة في السعودية وشيعة وأقباط في مصر وشيعة في باكستان, وأعمال اضطهاد ضد غير الشيعة في إيران. كما شددت الخارجية الأمريكية على أعمال العنف الدينية بين المسيحيين والمسلمين في إفريقيا الوسطى والتي أدت لمقتل ما لا يقل عن 700 شخص في كانون الأول / ديسمبر في بانغي ونزوح أكثر من مليون شخص في جميع مناطق البلاد عام 2013.

وفي بورما أدت أعمال العنف ضد المسلمين في ميكتيلا إلى مقتل 100 شخص وأرغمت 12 ألفا آخرين على مغادرة المنطقة في بداية العام الماضي. ورأت واشنطن في ذلك دليلا على أن "أعمال العنف ضد المسلمين لم تعد محصورة في ولاية راخين التي تشهد منذ 2012 موجات من المواجهات بين الروهينغا المسلمين والبوذيين من عرقية الراخين". وقد أسفرت أعمال العنف هذه عن أكثر من 200 قتيل و140 ألف نازح معظمهم من المسلمين الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات وسط ظروف مؤسفة.
كذلك وجه التقرير اتهامات إلى الصين، التي تحمل عليها واشنطن باستمرار في قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والحريات الدينية، وإلى بنغلادش وسيريلانكا، منددا بأعمال عنف ضد الأقليات الهندوسية والمسلمة والمسيحية.

وفيما يتعلق بأوروبا الغربية، جاء في التقرير إن "تصاعد مشاعر العداء للسامية وللإسلام في بعض أنحاء أوروبا تثبت أن عدم التسامح ليس محصورا بدول تشهد نزاعات" مشيرا إلى أن العديد من اليهود في بعض البلدان الأوروبية يفكر في الهجرة.
كما وجه كيري انتقادا لحركة بوكو حرام الإسلامية في نيجيريا التي لا يأتي التقرير على ذكرها مشيرا إلى أنها "قتلت أكثر من ألف شخص خلال العام الماضي وحده".

وأضاف "إننا لا نقول للآخرين، بتعالي، ما ينبغي أن يؤمنوا به, لا نقول للآخرين كيف عليهم أن يعيشوا حياتهم اليومية. ما ندعو إليه هو قيمة التسامح العالمية"، متابعا "الحرية الدينية كانت في قلب ما نحن عليه كأميركيين" لكن هذه "الحرية الملازمة للبشرية (...) ليست ابتكارا أميركيا (وإنما) قيمة عالمية".

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية