عالمة أنثربولوجيا: "أي شاب يمكن أن ينضم للقتال إلى جانب المتطرفين"
نشرت في: آخر تحديث:
في حوار أجرته بولين تالاغران من وكالة "أ ف ب" مع العالمة الأنثربولوجية دينا بوزار مديرة مركز الوقاية من التطرف الطائفي المرتبط بالإسلام في فرنسا، تقول بوزار إن "أي شاب يمكن أن ينضم للقتال إلى جانب المتطرفين الإسلاميين" وبرأي العالمة هذا الميل أصبح يتزايد عند الشابات أيضا.
في وصفها للشبان والشابات الذين يميلون إلى التوجه إلى مناطق الجهاد والانضمام إلى الكتائب الجهادية، تقول العالمة، أنه هؤلاء الشبان من "كل الأوساط الاجتماعية، وتتراوح أعمارهم بين 14 و 21 عاماً".
وحسب طلبات المساعدة التي تلقاها "مركز الوقاية" والتي بلغ عددها 120 طلبا، هناك "80 % من الشبان متحدرين من عائلات ملحدة، و70% ليس لهم أي علاقة بالهجرة" أي ليسوا فرنسيون لأهل مهاجرون. فحسب العالمة الأنثربولوجية تمكن المتطرفون منذ عشر سنوات من تغيير أفكار شبان لديهم أصلا ميول جهادية، وحسن الجهاديون الذين يعملون على تجنيد شبان جدد تقنياتهم "عبر خلط حداثة الإنترنت بصور ألعاب الفيديو وتقنيات العقيدة الخاصة بالإسلام" ما مكنهم من تغيير آراء شباب يعيش بشكل جيد ويذهب إلى المدرسة ولا يعاني هؤلاء من مشاكل عائلية. بالإضافة لهذا تقول العالمة أن الجهاديين استطاعوا استغلال التعاطف الإنساني لدى تلاميذ يرغبون في "خدمة قضايا آخرين".
وبرأي دينا بوزار، ضحايا شبكات تجندي الشبان هم بالعموم شباب حساسيتهم عالية تجاه الظلم إذ "يحصل التغيير حين يلتقي شاب حساس جدا ويطرح أسئلة حول الظلم بمن يلقي خطبا تجعله يصور نفسه على انه منقذ البشرية".
تقول العالمة أن هذا يبدأ "عبر الانترنت وخصوصا شبكات التواصل الاجتماعي". وفي معظم الأحيان يحصل اللقاء الأول مع جهادي حسب الباحثة بعد مغادرة الشاب إلى المناطق التي تنشط فيها العمليات الجهادية.
وعن الأعراض التي يمكن مشاهدتها على الشبان قبل الانضمام للمتطرفين تقول عادة يرفض الشاب رؤية أصدقائه القدامى، ويتوقف عن ممارسة النشاطات المعتادة خارج المدرسة. وتنصح السيدة دينا الأهل بضرورة "منع الشاب من الرحيل" أو الخروج من بلده، وتشجعهم بالمقابل على استحضار الذكريات الجميلة، والعمل على "إعادة إحياء شخصية الفرد التي يحاول المتطرفون محوها".
وتحذر من أن الأمر سيصبح معقدا جدا بعد رحيل الشباب إلى "أرض الجهاد"، إذ أنهم ـ برأيها ـ يتحولون إلى ما يشبه "الرجل الآلي" ويظهرون وكأنهم فقدوا أي مشاعر تربطهم بعائلاتهم.
ويبقى أن هناك أمل دائما بأن يسترد هؤلاء الشباب والشابات صحوهم ويعودوا بشكل ما إلى حياتهم الطبيعية، حيث تقل دينا بوزار إن "بعضهم يكتشفون بأنفسهم الأمور ويتراجع تطرفهم ويعودون إلى بلادهم". خصوصا الصبية الذين قد يتمكنون من الفرار، بينما بين الفتيات تكون الأمور أصعب إذ يتم "احتجازهن على الفور". وتقول علامة الأنثربولوجيا إن "هناك نحو عشرين شابة فرنسية في مثل هذه الحالة".
المصدر: أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك