هجرة غير شرعية
مهاجر غير شرعي يناشد من سجنه المنظمات الإفراج عنه
نشرت في:
تمكنت إذاعة "مونت كارلو الدولية" من الوصول إلى أحد السوريين المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين في سجن عسكري في مالطا، إلى جانب 250 آخرين كانوا قد حاولوا السفر بحراً إلى إيطاليا.
إعلان
يروي "ستيف الدمشقي" وهو صحافي، في معرض حديثه عما جرى له، أنه سلك طريق البحر إلى جانب 250 آخرين من مصر باتجاه إيطاليا، بتاريخ 21 آب اغسطس المنصرم . استغرق العبور ستة أيام في رحلة نحو المجهول في عرض البحر بعد أن باع المهرب "زورق الموت" وتركهم يواجهون قدرهم .
باخرة سنغافورية كانت بالنسبة لهم المنقذ، فانتشلتهم من قارب الموت، فكان لهم خيار العودة إلى مصر أو الذهاب إلى مالطا، على ما يقوله ستيف في تفاصيل طريقهم بعرض البحر.
يروي "ستيف الدمشقي" في حديثه للإذاعة، ما وقع لـ150 مهاجراً سورياً غير شرعي في أعقاب إنقاذهم من موت محتوم. فقد وجدوا أنفسهم بين أيدي القوات المالطية حيث تم احتجازهم في سجن عسكري هناك، ولا يزالون، دون أن توجه لهم أي تهمة. فقرروا الدخول في الإضراب عن الطعام كإحدى وسائل الضغط على السلطات المالطية لأجل إنهاء اعتقالهم لكن دون نتيجة.
"أتينا إلى مالطا، ليتم تقسيمنا إلى أربعة أقسام بين خمسة سجون، لا نعلم سبب احتجازنا. أضربنا عن الطعام ولم ننجح. الآن نحن 18 شخصا محتجزين بمنطقة تدعى بئر زيوجا وهي عبارة عن مركز صحي للعسكر".
استطاع "ستيف الدمشقي" إدخال هاتف نقال إلى داخل السجن، ليتمكن من خلاله التواصل مع منظمات حقوقية وناشطين ووسائل الإعلام ومن بينهم إذاعة "مونت كارلو الدولية" ليخبرنا بمعاناة المحتجزين هناك، وأن من بين الموقوفين شخصين تجاوز عمارهما 67 عاماً من مرضى القلب، وشاب آخر يضع في ظهره صفائح معدنية لتبدو لوهلة ظروف السجن غير مناسبة لأوضاعهم الصحية.
إساءة المعاملة تعرض لها العديد من المهاجرين السوريين غير الشرعيين في السجن العسكري، و يقول ستيف إن بعض الشبان تعرضّوا للضرب والإهانة لإجبارهم على البصم وذلك بهدف منعهم من الحصول على أي لجوء إنساني في أية دولة أوروبية أخرى.
يشّكل البحر الأبيض المتوسط بالنسبة للعديد من اللاجئين السوريين وكذلك الفلسطينيين بعد الحرب الأخيرة الإسرائيلية على قطاع غزة، أحد خيارات لجوئهم غير الشرعي هرباً من الحرب وممارسات المقاتلين من الطرفين، مما أدى إلى تهجير حوالى مليونين ونصف سوري بحسب الأرقام الرسمية التي نشرتها الأمم المتحدة في آذار/ مارس الماضي، بينما سبق وأن دعت منظمات حقوقية دولية إلى ضرورة اخذ المفوضية السامية طلبات اللجوء بعين الاعتبار درءاً للهجرة غير الشرعية التي باتت توقع الآلاف من الضحايا في عرض البحر.
هذا وعبّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ حيال وضع المهاجرين، وحذرت العديد من الدول الأوروبية ومن بينها السلطات الإيطالية من مغبة إعادة لاجئين غير شرعيين إلى بلدانهم التي تشهد نزاعات مسلحة وحروب كما هي الحال بالنسبة لسوريا.
ومن خلال ما يرويه الناجون من الموت غرقا، فإن الكثير من اللاجئين المهاجرين غير الشرعيين يقعون فريسة سماسرة يتاجرون بهم ويستغلون حاجتهم للبحث عن مستقبل أفضل وهرباً من قمع الأنظمة، ليصطدموا بعد ذلك بعقبات أخرى في بلدان ترفض استقبالهم، وما يزيد من الأمر تعقيداً هو عدم توقيع بعض الدول على معاهدة فيينا لحماية اللاجئين الصادرة عام 1951
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعلى خلفية احتجاز المهاجرين غير الشرعيين، أطلقت السنة المنصرمة إستراتيجية عالمية جديدة تهدف إلى مساعدة الدول على الإحجام عن احتجاز طالبي اللجوء واللاجئين والأشخاص الذين لا جنسية لديهم حول العالم ، الأمر الذي يعتبر مخالفة حقوقية واحتجازا ومصادرة لحرية الأفراد. وقد أصبح احتجاز طالبي اللجوء واللاجئين يشكل ممارسة روتينية في عدد من الدول، ولذلك آثار خطيرة ودائمة على الأفراد والعائلات.
ويناشد "ستيف الدمشقي" من سجنه في مالطا أن يصل صوته وصوت جميع المحتجزين إلى جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية ووسائل الإعلام بهدف الضغط على المسؤولين عن اعتقالهم والإفراج عنهم.
إذاعة "مونت كارلو الدولية" تحتفظ برقم الهاتف الخاص للاجئ الصحافي "ستيف الدمشقي"، وتدعو المنظمات الحقوقية بضرورة العمل للإسراع في الإفراج عن المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين لدى حرس الحدود في مالطا.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك