العراق - إيران

أي مغزى لغارات الطيران الإيراني ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق؟

الصورة من رويترز

معَ فشلِ وتمديدِ أجَلِ مفاوضات إيرانْ مع القوى العظمى... كان يُفتَرَضُ العودة إلى نقطةِ الصفرِ... لولا دخولِ تنظيم داعش كطرفٍ في المعادلة الشرق أوسطية. هذا المتغير لم يُشرعِن فقط الدورَ الإيراني في المنطقة بل منحَ طهرانَ الأملَ بأن يتِمَّ القَبولُ به كدورٍ دائمٍ لا يقتصر على مجردِ مكافحة تنظيمِ الدولة الإسلامية كضرورةٍ مرحلية.

إعلان

هذا ما يراه أستاذُ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس المصرية الدكتور فتحي المِراغي الذي اعتبر أن "ايران الآن بصدد إيجاد دور أكبر لها في منطقة الشرق الأوسط بموافقةٍ غربية. ربما تحصل على كثير من المكاسب في الفترة القادمة تتعلق بوضعها الاقتصادي والعقوبات المفروضة عليها. الهدف الإيراني هو الوصول إلى صيغةٍ شبه دائمة لتواجد النفوذ الإيراني في المنطقة. أعتقد أن الدول الغربية ستسعى لعدم الوصول إلى ذلك ويكون التعاون مجرد تعاون مرحلي ينتهي بانتهاء الظروف التي يعيشها الشرق الأوسط الآن.

ما ستسفر عنه الأحداث خلال الفترة القادمة هو ما سيوضح هل إيران بالفعل ستتحول إلى شريك فاعل له نفوذ في المنطقة بشكل دائم بغض النظر عن مستجدات الأحداث أم أنها مرحلة أخرى مؤقتة مثلما كانت عليه الأمور في أفغانستان أم أنه سيكون أمراً مستمراً ليرسخ مفهوم التواجد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بغض النظر عن حالة العداء في ما بينها وبين الغرب بمعنى أن القوى الإقليمية يمكن أن تمارس نطاقاتٍ من التمدد خارج أراضيها طالما أن الضرورة تقتضي ذلك".

الدكتور المِراغي يرى أيضاً أنّ قدرةَ واستعدادَ طهرانَ للتدخُّلِ عسكرياً وعلى الأرض قد يمثلان بديلاً عن الدور التركي المتردد... أو أداةً للضغط على أنقرة لإعادة حساباتها.

من جهته يرى المحللُ السياسي رامي الخليفة العلي أنّ هنالك تفاهماً عميقاً بين إيرانَ والولايات المتحدة يتجاوزُ العمليةَ العسكريةَ الإيرانية وملابساتِ الملف النووي. الخليفة العلي رأي أن "هنالك تفاهماً ليس حديثاً وإنما هو يعود إلى السنة الماضية حينما كانت هناك مفاوضات مباشرة ربما بين الولايات المتحدة وإيران أجريت في سلطنة عُمان. لم يكن الملف الإيراني فقط على جدول أعمال تلك المفاوضات وإنما طُرحت مجمل قضايا المنطقة. الولايات المتحدة وإيران متفاهمتان حول القضايا الأساسية المطروحة: الموقف من النظام السوري الموقف المشترك في ما يخص العملية السياسية في العراق وميليشيا الحشد الشعبي التي تم تشكيلها برعاية إيرانية والتفاهم المشترك حول الدور الإيراني في المنطقة: العراق، سوريا، اليمن وحتى لبنان. وبالتالي أستطيع القول إن هناك تفاهماً عميقاً ما بين الدولتين نجد أثره في العملية العسكرية واشتراكٍ إيراني مباشر ضد تنظيم الدولة الإسلامية".

بهذا المعنى فإنّ الطلَعات الجوية الإيرانية ليست سوى مؤشرٍ أوليٍّ على تصاعُدِ الدور الإيراني في الشرق الأوسط... بمباركةٍ أميركية.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية