استراليا- إرهاب
أستراليا: "سأرافقكم" الكلمة التي قد تهزم الإرهاب
"سأرافقكم" كلمة برزت على إحدى باقات الزهور التي تم وضعها في سيدني بعد العملية الدامية لاحتجاز الرهائن، أرفقت باقة الزهور بكلمة وداع أخير للضحايا، لكنها تعد أيضا رسالة تضامن مع الطائفة المسلمة التي تتخوف من وصمها بالإرهاب.
نشرت في:
إعلان
"سأرافقكم" كلمة تشكل محور حملة بدأت على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، حيث عرض في هذه الحملة غير المسلمين على المسلمين مرافقتهم في وسائل النقل العام، نظرا لتخوف المسلمين من ردود الفعل السلبية للرأي العام الاسترالي.
ويرى بعض المراقبين في هذه الحملة مؤشرا إلى أن المجتمع الأسترالي، المؤلف من عدة موجات متعاقبة من الهجرة، يمكن أن يخرج من هذه المأساة أكثر تلاحما وليس كما تراهن المنظمات الإرهابية أشد تفرقا وتمزقا.
عملية احتجاز الرهائن أسفرت عن مقتل شخصين والإسلامي المتطرف الذي قام بالاعتداء وهو شخص معروف بسوابقه في ارتكاب العنف، كما أنه معروف باختلاله العقلي أيضا.
وقرب نصب تذكاري مرتجل تكريما للرهينتين، اخترقت ميريلا ريغو التي كانت بادية التأثر، الجموع وعانقت سيدة مسلمة تعبيرا عن تضامنها. وقالت "فعلت ذلك من كل قلبي، اشعر بالتأثر لهؤلاء الأشخاص وأعتقد أنه من الواجب أن نثبت لهم أنهم ليسوا مسئولين" عن المأساة.
ردود فعل رجل الشارع الأسترالي أدت لتأثر المسلمين كما أكدت مريم فيسزاده، العضو في منظمة "ايسلاموفوبيا رجيتسر"، وهي منظمة تحصي الأعمال المعادية للمسلمين في استراليا، معتبرة أن "المأساة التي وقعت في سيدني وحدت فعلا الاستراليين، أيا يكن انتماؤهم العرقي أو الديني".
يبلغ تعداد الطائفة المسلمة في أستراليا 490 ألف شخص، ويحرص المسئولون في هذه الطائفة على مواجهة الحملات الدعائية التي يشنها تنظيم داعش عبر شبكات التواصل الاجتماعي مستهدفا الشباب، حيث تفيد التقديرات أن أكثر من 70 أستراليا يقاتلون، حاليا، في صفوف الجهاديين في العراق وسوريا.
استراليا رفعت في أيلول/ سبتمبر الماضي مستوى الإنذار من التهديدات الإرهابية بسبب المقاتلين الجهاديين الاستراليين العائدين من العراق وسوريا.
وأثارت سلسلة عمليات لإحباط مؤامرة مفترضة لتنظيم داعش، عمليات نهب وتخريب استهدفت عددا من المساجد، وهو الأمر الذي دفع بأربعين منظمة مسلمة للإعلان عن إدانتها بشدة لعملية احتجاز الرهائن حتى قبل انتهائها. وقالت هذه المنظمات إن "هذا النوع من التصرف الدنيء يخدم فقط أهداف الذين يريدون إلحاق مزيد من الإساءة بالإسلام والمسلمين في استراليا".
تجدر الإشارة إلى أنه لم تتضح، بعد، الصلات المحتملة بين منفذ عملية احتجاز الرهائن هارون مؤنس وتنظيم الدولة الإسلامية أو أي حركة جهادية أخرى.
تيسا كوم التي أطلقت هذه الحملة، وحصلت على دعم منقطع النظير جسدته عشرات الآلاف من الرسائل، أوضحت أن سيدة تستخدم النقل العام هي التي أعطتها الفكرة. حيث قامت بتصرف يتسم ببساطته الشديدة عندما رأت مسلمة مضطربة تنزع نقابها في أحد القطارات، فاقتربت منها وقالت لها "أعيدي وضع النقاب، سأمشي معك".
حتى الآن لم يوجه أحد انتقادات علنية إلى الطائفة المسلمة في أستراليا، باستثناء جيم سايفج رئيس حزب "وان نايشن" المناهض للهجرة في كونزلاند.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك