خط الرباط ـ القاهرة يلتهب!
استحوذ السجال الإعلامي بين مصر والمغرب على اهتمام شبكات التواصل الاجتماعي وأوساط سياسية عربية ودولية، والتي جعلت منه مادة دسمة لمحاولة تحليل العلاقات المصرية المغربية التي تمر حاليا في عين الزوبعة.
نشرت في:
المؤشر الذي أشعل ضوءا أحمر وألهب التعليقات السياسية جاء عبر موضوعين إذاعتهما قنوات التلفزيون المغربي الأولى والثانية وتبنت خلالهما لهجة انتقادية حادة اتجاه النظام المصري الجديد الذي أضفت عليه صفة الانقلابية، وقالت مديحا في شخص الرئيس المخلوع الإسلامي المنتخب محمد مرسي.
لغة التلفزيون الرسمي المغربي فاجأت الجميع علما أن الملك محمد السادس كان من أول المهنئين للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية.
وقد تنبأ الجميع وقتها باستمرارية العلاقات الإستراتيجية الجيدة التي كانت تربط القاهرة بالرباط منذ زمن حسني مبارك الذي بدأها مع الراحل الحسن الثاني واستمر على نهجها خلفه محمد السادس.
لكن وقع ما لم يكن في الحسبان حيث بدأت بعض وسائل الإعلام المصرية حملة شرسة ضد المغرب لتشويه صوته وللنيل من سمعته.
وبالرغم من مختلف أوجه الاعتذارات التي قدمتها السلطات المصرية للرأي العام المغربي، كان لهذا التحول صدى كبير وحاد في الشارع السياسي المغربي حيث بدا السؤال الملتهب يطرح نفسه، ما الهدف من إشعال هذه الحملة ضد المغرب؟ هل هي مجرد هفوات تقع فيها وسائل إعلام اكتشفت فجأة طعم الحرية؟ أم أن ذلك يدخل في إطار خيارات سياسية ممنهجة تحت سقف الحكم الجديد؟؟؟
وقد أشار بعض المراقبين إلى أن هذه الانتقادات للمغرب عبر وسائل إعلام قريبة من مراكز الحكم الجديد تزامنت مع تقارب ملحوظ بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وجزائر عبد العزيز بوتفليقة حيث يجري الحديث عن صفقة اقتصادية وسياسية بين النظاميين. تبين بعد ذلك أن التوتر الحاصل حاليا مع المغرب يعتبر من شذراتها البارزة.
وتحدث وسائل إعلامية ومحللون سياسيون عدة عن أن ثمن هذا التقارب الجزائري المصري قد يؤدي إلى تغيير جذري في مواقف القاهرة من المعادلة السياسية والأمنية في منطقة المغرب العربي. معبرة عن شكوكها بأن يعمل عبد الفتاح السيسي على ترجيح كفة الجزائر في نزاع الصحراء على حساب المغرب.
ويتوقع المراقبون أن تكون لهذا التوتر المغربي المصري تبعات إقليمية ودبلوماسية حيث نشبت هذه الأزمة في شكلها الإعلامي بين الرباط والقاهرة في الوقت الذي بذلت فيه كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية جهودا كبيرة للتوصل إلى مصالحة سياسية بين قطر و مصر عبد الفتاح السيسي. وقد يطرح أيضا هذا التساؤل نفسه بحدة في ما إذا تدهورت العلاقات بين المغرب ومصر غلى الأسوأ. كيف سيكون موقف الإمارات والسعودية خصوصا وأن العلاقات التي تربطها بالمغرب علاقات إستراتيجية بامتياز لا يمكن على الإطلاق القفز عنها دون إحداث بلبلة و زلزال سياسي عربي غير مسبوق.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك