اللحظات الأخيرة في حياة الأخوين كواشي وكوليبالي
نشرت في: آخر تحديث:
قبل أن يلقى حتفه على يد القوات الأمنية الفرنسية ببضع ساعات، أكد شريف كواشي (32 عاما) المتهم بتنفيذ هجمات "شارلي ايبدو" انتماءه إلى جناح تنظيم القاعدة في اليمن خلال اتصال هاتفي معه انفردت به القناة التلفزيونية الفرنسية "بي أف أم" الخاصة.
وفي المكالمة التي دامت دقيقتين برر قتله للصحفيين، واعتبرهم مذنبين بسبب ما وصفه بـ"الإساءة إلى النبي محمد". وقال "نريد أن نقول أننا المدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم.. وأنا شريف كواشي قد أرسلت من طرف تنظيم القاعدة في اليمن، وأنا قد تنقلت إلى هناك والشيخ أنور العولقي هو من مولني رحمه الله، وكان ذلك منذ فترة طويلة قبل اغتياله ليتغمده الله برحمته".
أما اميدي كوليبالي (32 عاما) منفذ الهجوم على متجر يهودي بحي فانسان في الدائرة العشرين الباريسية أمس، فقد أكد هو الآخر أكد بتنظيم "الدولة الإسلامية"، خلال اتصال أجراه بنفسه مع قناة "بي أف أم"، وأعلن أن العملية التي قام بها كانت بأوامر من أسماه بـ"الخليفة"، واعترف بتواطئه مع الأخوين كواشي في الاعتداء الدموي على صحيفة شارلي ايبدوالأربعاء الماضي.
كوليبالي شرح في حديثه مع أحد صحفي القناة "نعم لقد قمنا بالتنسيق لأن ننفذ تلك العمليات بالتزامن.. وقد نسقت مع الأخوين كواشي من قبل من أجل الذهاب لتنفيذ الهجوم، بمعنى أنهما بدأ بتنفيذ الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو، وأنا قمت بالعملية التي استهدفت الشرطة".
اعترافات المتهمين الثلاثة في الأحداث الدامية التي شهدتها باريس منذ الأربعاء الماضي، كشفت عن قوة اختراق الحركات الجهادية المتطرفة للتراب الفرنسي، خاصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، حيث كشفت مصادر أمنية أن هناك مؤسسات تعليمية خاصة في هذا البلد تستخدم كغطاء لتنظيمات إسلامية متطرفة، وتجند جهاديين من مختلف مناطق العالم، كان شريف كواشي واحدا منهم.
وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت أن اسم شريف كواشي قد ورد في لائحتها السوداء للإرهاب منذ سنوات..من جهته أعلن القضاء الفرنسي أن أشخاصا مقربين من شريف كواشي، هم "إرهابيون جهاديون" موجودون "حاليا في اليمن وسوريا". وهو ما أكده مدعي الجمهورية فرنسوا مولان في مؤتمر صحافي عقده أمس الجمعة، بعد مقتل الشقيقين على يد القوات الأمنية بعد مطاردة استمرت ثلاثة أيام، وهذا أثناء محاصرتهما في مطبعة في منطقة تبعد بـ 40 كم شمال العاصمة الفرنسية.
كما كان يعيش في بيئة تضم إرهابيين جهاديين معروفين بأنهم تدربوا في اليمن ونعرف أنهم موجودون حاليا في اليمن وسوريا".
ويسعى المحققون إلى أن يحددوا بدقة مسيرة أصغر الأخوين كواشي الذي اعتقل في عام 2005، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات منها 18 شهرا، بعدما أدين في قضية إرسال شباب من الضواحي الباريسية إلى العراق. ثم أطلق سراحه لغياب الأدلة التي تدينه.
بينما أكد مدعي الجمهورية فرنسوا مولان أن سعيد كواشي (34 عاما) لم يتعرض للملاحقة ولم تصدر في حقه أي إدانة. لكن كشفت التحقيقات الأخيرة أن سعيد قصد جامعة سلفية في اليمن قبل أن يتدرب على السلاح لدى تنظيم القاعدة. كما شارك عام 2013 إلى جانب عدد من الطلاب الأجانب في الدفاع عن مركز دماج السلفي القريب من مدينة صعدة بشمال اليمن عندما هاجمه الحوثيون.
وكان الأخوان كوتاشي قد اقتحما الأربعاء الماضي مكتب صحيفة شارلي ايبدوالساخرة، والتي كشف الخبراء الأمنيون أنها كانت مستهدفة من قبل الإسلاميين المتطرفين منذ نشرها لرسومات كاريكاتورية للنبي محمد، وقتلوا اثني عشرة صحفيا، بينهم أربعة أشهر رسامي الصحيفة، وسقط شرطيان أيضا.
أما أميدي كوليبالي الذي قتل شرطية في حي مونروج بباريس الخميس الماضي، واحتجز رهائن في متجر يهودي بحي فانسان الباريسي أمس قبل أن يسقط قتيلا رفقة أربعة رهائن آخرين، فقد اعتنق الإسلام، ثم تبنى الفكر المتطرف خلال مكوثه في السجن. وكانت إدانته الأولى في 2001 بتهمة السرقة مع السطو وتلتها عدة إدانات.ولم يرد اسمه في ملفات الإسلام المتطرف سوى في 2010 ضمن خطة فرار اسماعيل آيت علي بلقاسم. وخرج من السجن بعد انقضاء عقوبته بالسجن لخمس سنوات في ايار/مايو 2014.
ويحمل كوليبالي شهادة دبلوم في الإعلام المرئي والمسموع الالكتروني ووقع عدة عقود مع مصنع لكوكا كولا بين 2008 و2010. وفي تموز/يوليو2009 استقبل مع تسعة شبان آخرين من قبل الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي في قصر الايليزيه. إلى أن شغل الرأي العام الفرنسي وأصبح أكثر الأشخاص المطلوبين للعدالة بعد الأخوين كواشي، بعدما تبين علاقته بالاعتداء الدامي على صحيفة شارلي ايبدو الأربعاء الماضي، فيما تتصدر صورة صديقته حياة بومدين (26 عاما) جميع وسائل الإعلام الفرنسية، حيث وجهت نداء للقبض عليها، حيث تتهم بالمشاركة رفقة كوليبالي التي تزوجته شرعيا في تنفيذ عملياته الإرهابية الأخيرة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك