مطارق تنظيم "داعش" تحطم مدينة الحضر الأثرية
لم تكد تمر ثلاثةُ أيام على تدمير مدينة نمرود الأشورية على يد تنظيم الدولة الإسلامية، حتى أقدم هذا التنظيم المتطرف مرة أخرى على تدمير مدينة الحضر الأثرية في شمال العراق. تدمير هذا الإرث الإنساني العريق أثار استنكارا دوليا، حيث وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) بأفظع عملية تطهير ثقافي يتعرض لها العراق.
نشرت في: آخر تحديث:
السلطات لم تؤكد بعد تحطيم موقع الحضر الأثري، إلا أنها دعت على لسان وزيرها للسياحة والآثار عادل فهد الشر شاب التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش إلى حماية الآثار في شمال البلاد.وتعتبر مدينة الحضر التي صمدت أطلالُها منذ العهد الروماني عاصمة أقدم مملكة عربية في التاريخ، وتضم مزيجا من المعمارية الشرقية والغربية.. وهي مدينة محصنة تم الحفاظ عليها بشكل جيد إجمالا، وتقع في صحراء محافظة نينوى في شمال العراق،على بعد نحو مئة كلم جنوب غرب مدينة الموصل، أولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف خلال هجومه الكاسح في العراق في حزيران/يونيو الماضي. وتمزج هذه المدينة الأثرية بين الهندسة الشرقية والغربية، وهي واحدة من أربع مواقع عراقية مدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي.
يركز تنظيم الدولة الإسلامية داعش في الأيام الأخيرة على تدمير التراث الحضاري في منطقة الموصل، الواقعة تحت سيطرته منذ حزيران يونيو الماضي، وقد برر أحد عناصره في فيديو بُث الأسبوع الماضي تدمير أثار متحف الموصل، وقال إنها تماثيل استخدمت للعبادة قبل ألاف السينين.
قبل أيام قام تنظيم داعش بتجريف مدينة النمرود الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، واعتبرت اليونسكو ذلك جريمة حرب، كما اعتبرت في بيانها الأخير جرائم التنظيم داعش "ستستمر وتطال مواقع أثرية أخرى في بلادنا" في حال لم يتحرك المجتمع الدولي. ورأت مديرة المنظمة اليونسكو ارينا بوكوفا أن تدمير مدينة حضر "اعتداء مباشر ضد تاريخ المدن العربية والإسلامية، ويؤكد موقع تدمير الآثار في الدعاية التي تعتمدها المجموعات المتطرفة". وحمل بيان اليونسكو السبت توقيع بوكوفا وعبد العزيز عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو".و كشف بعض الخبراء أن التنظيم يقوم بتهريبها وبيعها لتمويل عملياته العسكرية.
فيما أصدر مجلس الأمن الدولي في فبراير شباط قرارا يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا, ومنها تهريب الآثار وبيعها. ودعت بوكوفا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لبحث تدمير الآثار.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك