الدانمارك ـ إرهاب

اعتداءا كوبنهاغن في 8 أسئلة

كيف حصل الاعتداءان الإرهابيان في كوبنهاغن؟ كيف تبدو أوضاع الجالية الإسلامية في الدانمارك؟ كيف ستنعكس عمليتا كوبنهاغن الإرهابيتان على الخارطة السياسية الداخلية وأوضاع المهاجرين في الدانمارك؟ ما علاقة الدانمارك بالرسوم الكاريكاتورية "المسيئة" للإسلام والمسلمين؟ ما موقع الدانمارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم " داعش "؟ إلى أي حد تطرح في الدانمارك مشكلة الشباب الذين يذهبون إلى سوريا والعراق بهدف " الجهاد"؟ كيف تتعامل السلطات الدانماركية مع "الجهاديين" الذين يعودون إلى الدانمارك من سوريا والعراق؟ كيف تطرح إشكالية حرية التعبير في الدانمارك؟

هله تورنينج شميت رئيسة وزراء الدانمارك تضع زهورا على سور الكنيس اليهودي حيث نفذ الاعتداء
إعلان

ملف أعده: حسان التليلي – هجيرة بن عدة

 فكرة عامة عن مملكة الدانمارك

الدانمارك هي مملكة برلمانية ديمقراطية تتبنى النظام العلماني، تقع شمال أوروبا وهي من الدول الإسكندنافية (وتضم أساسا السويد والنرويج بالإضافة إلى الدانمارك). انضمت إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973 على الرغم من أنها لم تنضم إلى منطقة اليورو. والدانمارك هي عضشو مؤسس في حلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وهي أيضاً، عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

كيف حصل الاعتداءان الإرهابيان في كوبنهاغن؟

حصل الاعتداء الأول بعد ظهر الرابع عشر شباط ـ فبراير الجاري في مبنى يحتوي على مركز ثقافي كانت تعقد فيه ندوة حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير. أما الاعتداء الآخر فقد حصل فجر الخامس عشر من الشهر ذاته، واستهدف كنيساً يهودياً. وأسفر الاعتداءان عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح.

وبحسب تصريحات أولية للشرطة القضائية الدانماركية، فإن منفذ الهجومين والذي قتلته قوات الشرطة قد يكون أراد تنفيذ اعتداءات شبيهة بتلك التي شهدتها باريس في كانون الثاني/يناير الماضي.

فيديو لموقع اعتداء كوبنهاغن بعد الاعتداء بقليل


Copenhague : sécurité renforcée aux abords du... par lemondefr

 كيف تبدو أوضاع الجالية الإسلامية في الدانمارك؟

يعيش في الدانمارك حوالي 270 ألف مواطن من أصول إسلامية ينحدرون من عدة بلدان وأعراق وثقافات بينهم ألبان وأتراك وباكستانيون وعرب. وأكثر المسلمين من العمال المهاجرين الذين وصلوا إلى الدانمارك في خمسينيات القرن الماضي وستيناته حيث استقبلت المملكة العديد من الأيدي العاملة من منطقة البلقان وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا وتركيا.

وجلب هؤلاء المهاجرون في سبعينيات القرن الماضي عائلاتهم إلى الدانمارك. وأدت الأزمات التي عاشتها منطقة الشرق الأوسط في الثمانينيات إلى توافد الآلاف من اللاجئين السياسيين فكانت البداية مع الإيرانيين والفلسطينيين واللبنانيين. والتحق بهم بعد ذلك الألبان والعراقيون والصوماليون إضافة إلى بضعة مئات من سوريا وليبيا والجزائر ومصر والمغرب واليمن، كما يوجد بضعة آلاف مسلم هم دانماركيو الأصل.

وتوجد في كوبنهاغن عدة مؤسسات تعنى بشؤون المسلمين منها جمعية الشباب الإسلامي، والمركز الثقافي الإسلامي، ومركز البحوث الإسلامية، ومكتب رابطة العالم الإسلامي، والاتحاد العام للجمعيات الإسلامية بالدول الإسكندنافية ، ومدرسة الأقصى العربية الإسلامية، والمعهد النوردي للطلاب الآسيويين، كما يوجد مركز إسلامي في مدينة هليسنجود.

كيف ستنعكس عمليتا كوبنهاغن الإرهابيتان على الخارطة السياسية الداخلية وأوضاع المهاجرين في الدانمارك؟

يشهد الدانمارك منذ سنوات تصاعد شعبية الحركة اليمينية المتطرفة، شأنه في ذلك شأن العديد من بلدان أوروبا الغربية بما فيها البلدان الإسكندنافية.

وفي أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة التي جرت في شهر أيار ـ مايو 2014، حصل "الحزب الشعبي الدانماركي" على 26.7 % من أصوات الناخبين الدانماركيين مما ممكنه من إحراز أربعة مقاعد في تركيبة البرلمان الأوروبي الجديدة، ليصبح بذلك أكبر حزب دانماركي ممثل في هذا البرلمان.

ويتوقع غالبية المحللين السياسيين أن يستغل هذا الحزب الاعتداءين الإرهابيين الأخيرين في العاصمة كوبنهاغن للحمل من جديد على المهاجرين الأجانب المقيمين في الدانمارك ولاسيما المسلمين منهم، خصوصا وأن حملة هذا الحزب الانتخابية اعتمدت على مناهضة سياسات الهجرة، وعلى تصريحات عنصرية، موجهة ضدّ المسلمين .وتقدم بمقترح يدعو فيه لإدخال تعديلات على القوانين الدانماركية لسحب الجنسية ممن يتجه إلى القتال في الدول الأخرى.

ما علاقة الدانمارك بالرسوم الكاريكاتورية "المسيئة" للإسلام والمسلمين؟

في عام 2005، نشرت صحيفة "يولاندس بوستن" الدانماركية اثني عشر رسما كاريكاتورياً أظهر في أحدها الرسام الدانماركي "كورت فيسترجارد" النبي محمداً وهو يرتدي عمامة على شكل قنبلة مما أثار غضب المسلمين الذين اعتبروه مسيئا لهم ولنبيهم.

تفاعلت القضية وتزايدت ردود الفعل المنددة بتلك الرسوم، فأحرقت في فبراير 2006، سفارة الدانمارك في بيروت ودمشق. وتعرضت السفارة الدانماركية في إيران للاعتداء باستخدام الزجاجات الحارقة. كما أطلقت حملات شعبية واسعة في عدة دول إسلامية وعربية لمقاطعة البضائع الدانماركية، كما قررت العديد من الدول العربية والإسلامية قطع العلاقات التجارية مع كوبنهاغن أو مقاطعة منتجاتها.

وتلقى رسام الكاريكاتور "كورت فيسترجارد" عدة تهديدات بالقتل تم إحباط أحدها في 2010 وهو تحت حماية الشرطة الدانماركية منذ ذلك الحين.

كما يخضع العاملون في صحيفة "يولاندس بوستن" منذ نشر الرسوم الكاريكاتورية لحراسة أمنية مشددة بسبب التهديدات التي جعلت الصحيفة تعزف عن إعادة نشر الرسم الكاريكاتوري لغلاف أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية عقب الهجوم عليها في يناير ـ كانون الثاني الماضي.

و بعد نجاة رسام الكاريكاتور السويدي "لارس فيلكس" يوم الرابع عشر من الشهر الجاري من الهجوم الذي استهدفه في كوبنهاغن، تدرس الأجهزة الأمنية السويدية شكل الحماية التي ينبغي توفيرها له. علما أنه كان قد تعرض لعدة محاولات اغتيال من قبل.

ما موقع الدانمارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم " داعش "؟

انخرطت مملكة الدانمارك في التحالف ضد تنظيم "داعش" في شهر نوفمبر- تشرين الثاني الماضي. فقد نشرت في العراق 140 جنديا يتولون أساسا تدريب قوات البشمركة والقوات النظامية العراقية بالإضافة إلى 7 طائرات مقاتلة من نوع " إف - 16" تشارك في الضربات الجوية التي تستهدف مواقع تنظيم "داعش" في العراق.

إلى أي حد تطرح في الدانمارك مشكلة الشباب الذين يذهبون إلى سوريا والعراق بهدف " الجهاد"؟

تتخوف السلطات الدانماراكية منذ أشهر من تزايد عدد الذين يغادرون هذا البلد بهدف الالتحاق بسوريا والعراق. وكان جهاز المخابرات الدانماركي قد أكد في شهر يونيو- حزيران الماضي أن أكثر من 100 شخص غادروا هذا البلد باتجاه سوريا. ولكن مختصين في ظاهرة هجرة الشباب الأوروبي إلى العراق وسوريا بهدف الالتحاق بالحركات الجهادية يرون أن العدد أكثر من ذلك بكثير. ومهما يكن الأمر، فإن الدانمارك تأتي حسب بعض التقارير في المرتبة الثانية بعد بلجيكا من حيث عدد "الجهاديين" بالقياس إلى عدد السكان ضمن قائمة البلدان الغربية.

كيف تتعامل السلطات الدانماركية مع "الجهاديين" الذين يعودون إلى الدانمارك من سوريا والعراق؟

كانت السلطات الدانماركية قبيل الاعتداءين الإرهابيين اللذين حصلا بعد ظهر الرابع عشر وفجر الخامس عشر من شهر فبراير الجاري ترى أن عزل العائدين من سوريا والعراق أو وضعهم في السجن لا يشكل طريقة ناجعة للحيلولة دونهم ودون الرجوع إلى هذين البلدين أو ارتكاب عمليات إرهابية في الدانمارك. ولذلك فإنها تسعى إلى مساعدة الذين لم تثبت بشأنهم جرائم ارتكبوها خلال انخراطهم في "الجهاد" على مستويات كثيرة. فقد أنشأت السلطات الدانماركية مراكز تأهيل تساعد الشبان العائدين من سوريا والعراق على الاندماج مجددا في المجتمع من خلال العناية بهم على الصعيد النفسي ومساعدتهم على الحصول على سكن وإعادة تأهيلهم ومساعدتهم للاندماج في سوق العمل. وتراقب بلدان أوروبية كثيرة هذه التجربة لمحاولة الاستفادة منها بشكل أو بآخر.

كيف تطرح إشكالية حرية التعبير في الدانمارك؟

في الدانمارك، شأنها في ذلك شأن السويد والنرويج، تقليد قديم هو أن التعبير عن الرأي حق أساسي لكل مواطن وأن القانون هو الذي يبت في الشكاوى التي ترفع أمام القضاء بشأن الخلافات التي تتعلق بحرية التعبير.

وقد لوحظ أن ردود الأفعال العنيفة التي أثارها نشر الرسوم الكاريكاتورية في جريدة " يولانس بوستن" عن النبي محمد في العالمين العربي والإسلامي كانت وراء طرح سؤال هام في البلاد: أين تبتدئ حرية التعبير وأين تنتهي؟ وينتظر أن يطرح هذا السؤال بقوة في الأسابيع والأشهر المقبلة في هذا البلد.
والملاحظ أن التهديدات الكثيرة التي تلقتها صحيفة " يولاندس بوستن" بسبب نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية عام 2005 جعلتها مثلا تحجم عن إعادة نشر غلاف مجلة " شارلي إبدو" غداة تعرضها إلى عملية إرهابية في شهر يناير – كانون الثاني الماضي.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية