تركيا

غضب يعم الشارع التركي بعد قتل وحرق طالبة جامعية

رويترز

يسود غضب عارم منذ يوم الجمعة 13 شباط أنحاء تركيا بعد الكشف عن جريمة قتل طالبة جامعية عمرها 20 عاماً بعد محاولة اغتصابها قرب مدينة مرسين (جنوب) وتواجه حكومة حزب العدالة والتنمية اتهامات متصاعدة بالإهمال في ظل الازدياد المثير للقلق لجرائم العنف ضد المرأة.

إعلان

منذ العثور على جثة الشابة اوزغيه جان اصلان، تظاهر الآلاف في شوارع المدن الكبرى تعبيرا عن سخطهم تجاه الجريمة فخرج حوالي الف شخص في مدينة مرسين كما تظاهر ثلاثة آلاف محام، يعارضون مشروع قانون يمنح صلاحيات اوسع للشرطة في انقرة ورفعوا صور الشابة الضحية.

أفادت وكالة الأناضول الرسمية أن محكمة في مدينة طرسوس (جنوب) أصدرت قرارا بتوقيف احمد صوفي التندوكن ووالده نجم الدين التندوكن بالإضافة إلى فتحي غوكجي بانتظار محاكمتهم لاشتباهها بأن أحمد ارتكب جريمة القتل فيما يتهم الآخران بالتواطؤ معه.

تقارير إعلامية أفادت ان اصلان كانت الراكبة الوحيدة في حافلة صغيرة يقودها احمد صوفي وكان من المفترض ان يقلها من الجامعة الى المنزل، لكنه غير مسار الحافلة وحاول اغتصاب الفتاة.

وحاولت اصلان مقاومته عبر استخدام رذاذ الفلفل لكنه ما لبث ان طعنها وضربها بعصا من حديد حتى الموت، ثم عاد الى طرسوس ليبحث عن والده وصديقه لمساعدته على اخفاء اثار جريمته. وعمد الثلاثة الى احراق جثة اصلان في منطقة برية في محاولة لطمس الادلة. لكن الشرطة سرعان ما عثرت على المشتبه بهم الثلاثة وحققت معهم، واقروا بجريمتهم، وبالتالي وجهت الاتهامات اليهم، فاصدرت المحكمة قرارا بتوقيفهم بانتظار المحاكمة.

ومنذ دفن الطالبة الجمعة، تضاعفت التظاهرات في كافة انحاء البلاد حتى انها اتخذت منحا سياسيا. فربط كمال كيليجداراوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، ابرز احزاب المعارضة، بين ازدياد العنف ضد المرأة و"اخلاقيات" حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم منذ العام 2002. وأضاف ان "الديموقراطية والاخلاق فقدتا الكثير من الدماء خلال كل هذه السنوات".

بحسب المنظمات المعنية بحقوق المرأة، ارتفع معدل الجريمة ضد المرأة خلال السنوات العشر الماضية ليبلغ 300 حالة سنويا. ووفق تقرير لوزارة الشؤون الاجتماعية فان 40 في المئة من النساء ضحايا العنف يتعرضن له على ايدي ازواجهن او احد افراد من عائلاتهن.

الرد الحكومي

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعرب الاثنين عن الامل في ان يواجه المتهم بارتكاب الجريمة "اقصى عقوبة ممكنة" مضيفاً ان "العنف ضد المرأة جرح مفتوح في مجتمعنا". وقامت ابنتا أردوغان سمية واسراء، بزيارة عائلة الضحية كما تحدث معها عبر الهاتف اردوغان وزوجته وادانا الجريمة.

من جهتها، اشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية ايسينور اسلام، المرأة الوحيدة في مجلس الوزراء التركي، إلى تطبيق اقصى عقوبة بحق مرتكبي الجريمة. ونقلت وكالة الاناضول عن إسلام بعد زيارتها لعائلة الضحية "اعتقد، واتكلم ليس بصفتي وزيرة، بل كوالدة وامرأة، ان العقوبة المناسبة لهكذا جرائم هي الاعدام... يجب اضافتها الى برنامجنا". بدوره، قال زميلها وزير الشؤون الاوروبية فولكان بوزكير "اذا حصل الامر ذاته مع ابنتي لكنت حملت السلاح وعاقبت مرتكب الجريمة بيدي".

تعهد رئيس الحكومة احمد داوود اوغلو باطلاق "حملة واسعة لمواجهة العنف ضد المرأة". وقال "فلتكسر الأيادي التي تمتد إلى النساء، إن أجبن الأشخاص هم من يمدون أيديهم إلى النساء".

وحظيت عريضة تطالب بتطبيق "عقوبة استثنائية" ضد مرتكبي جريمة قتل اصلان الاثنين حوالى 700 الف توقيع.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية