إيقاعات وأبعاد سياسية أشعلت حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ87
اكتسى حفل الدورة السابعة والثمانين من جوائز الأوسكار التي تكافئ السينما الأميركية وهي الجوائز الأقدم في مجال الفن السابع في العالم، أبعادا سياسية متنوعة خاصة في ظل منح جائزة الفيلم الوثائقي لفيلم يتناول التنصت الأميركي على العالم.
نشرت في:
كثيرا ما يعتبر الفن المعادل الأكثر موضوعية، بل الأكثر إنسانية في مواجهة قضايا العالم والتعبير عنها... الفيلم الوثائقي "سيتيزن فور" الفائز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي، هذا العام، هو أحد هذه الأعمال الفنية التي تتصدى للواقع، وتطمح لأن يكون العالم مكانا أكثر موائمة للعيش الحر الكريم، ويؤكد منحه أوسكار أفضل فيلم وثائقي، على أهمية دور الفن في تقييم الحياة وفي إعادة النظر بأحوال العالم.
والفيلم أنجزته المخرجة والمنتجة لورا بوانتراس، حول "انتفاضة" إدوارد سنودن الشاب العامل سابقا في "وكالة الأمن القومي الأميركية" قبل أن يقرر فضح ما يعرف حول التنصّت الأميركي، وهو التقى بالمخرجة التي يكنّ لها الكثير من التقدير، في فندق بهونغ كونغ عام 2013 لتصوره في غرفته لمدة أيام شرح خلالها كيفية تنصت واشنطن على مكالمات العالم ، وقدم آلاف الوثائق على ذلك.
سنودن عبر في خطابه بالمناسبة عن أمله بأن يشجع نيل شريط "سيتيزن فور" الأوسكار مزيدا من المشاهدين للإقبال عليه والوعي برسالته الموجهة إلى المواطن العادي: " أن نعمل سويا يعني أننا يمكن أن نغير العالم".
تغيير العالم وجعل واقعه وصورته أفضل قضية ألح عليها الكثير من الفنانين الذين تعاقبوا على نيل جوائز الذهب، فالمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزالز ايناريتو الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وأفضل سيناريو فضلا عن جائزتين أخريين، عن شريطه "بيردمان"، أهدى جائزته لبلده المكسيك الغارق في الفساد والعنف.
وتحدث إيناريتو عن المهاجرين الجدد القادمين من المكسيك إلى الولايات المتحدة متمنيا على الحكومة الأميركية أن يتم معاملتهم بشكل جيد ليساهموا كما الجيل السابق من المهاجرين "في بناء هذه الأمة العظيمة".
إلى جانب ذلك، أثيرت قضايا التمييز العنصري والتمييز بين الأديان ، كما بين الرجل والمرأة ، والتمييز بخصوص التوجهات الجنسية وبين الجنسين وهو الأمر الذي أثارته النجمة باتريسيا آركيت الفائزة بجائزة أفضل دور ثانوي، وهي دعت للمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة على مختلف المستويات، وخاصة مستوى المكافآت المادية في العمل.
هذا الإعلان حيته النجمة ميريل ستريب، صاحبة أكبر مرشحة من حيث عدد المرات للأوسكار في تاريخ الجائزة.
أصوات اخرى ارتفعت ضد التفرقة العنصرية خصوصا من فريق أغنية "غلوري" الفائزة بأوسكار أفضل أغنية خاصة عن فيلم "سلمى" الذي يتناول سيرة مارتن لوثر كينغ والذي ندد أبطاله (جان ليجاند وكومون) في خطاب قوي بالعنصرية في الولايات المتحدة، خاصة بعد تكرر حوادث استهداف الشرطة للسود ما أثار الكثير من الاحتجاجات في الولايات المتحدة أخيرا.
ثنائي أغنية "غلوري" كان صاحب الخطاب الذي نال أطول تصفيق والذي أبكى الكثير من النجوم، بينما وقف كاتب سيناريو " ذا ايميتايشن غيم" ليدعو الشباب للاختلاف بعد وضعه لفيلم عن رجل الحساب الذي تمكن من فك شيفرة النازية والذي حورب لأنه كان مثليا.
جوائز الأوسكار كثيرا ما كانت تصيب المشاهد بالملل لكن دخول السياسي بكثافة عليها هذا العام واشتباكها مع قضايا ساخنة راهنة أشعل المسرح وأثار اهتمام المشاهد أكثر ليصبح فجأة... متورطا بل معنيا أكثر.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك