الانتخابات الإسرائيلية

الفلسطينيون في الكنيست ... انتصار أم محلك سر؟

شباب من عرب إسرائيل يحتفلون بالنجاح الذي حققته القائمة المشتركة في انتخابات الكنيست ( رويترز18-03-2015 )

حصلت الأحزاب العربية في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية على 14 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، الأمر الذي دفع بالمراقبين ووسائل الإعلام لوصف هذه النتيجة بانتصار للكتلة العربية التي أصبحت قوة تتمتع بوزن سيؤثر على موازين القوى داخل الكنيست.

إعلان

 

يجب القول أنها هذه المرة الأولى تتقدم الأحزاب العربية بقائمة واحدة إلى الانتخابات التشريعية الإسرائيلية منذ قيام دولة إسرائيل، كرد فعل على مشروع القانون الذي قدمه رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان لزيادة نسبة الأصوات المطلوبة لدخول الكنيست، بهدف منعدخول القوائم الصغيرة. واتفقت الأحزاب العربية على خوض الانتخابات بقائمة موحدة لتجنب تراجع عدد النواب العرب بسبب القانون الجديد.
 
وترأس هذه القائمة المحامي أيمن عودة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وضمت الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب التجمع الوطني الديمقراطي والحركة العربية للتغيير. وكما ثارت التساؤلات، في البداية، حول رفض القائمة العربية المشتركة الدخول في ائتلاف حكومي مع الاتحاد الصهيوني المنافس لقائمة نتانياهو، عادت التساؤلات بعد انتصار رئيس الحكومة الإسرائيلية حول إمكانية مشاركتها في حكومة ائتلافية مع نتانياهو، ولكن النائب العربي طالب الصانع أوضح للزميل حسن الحسيني أن هذا الخيار غير وارد، موضحا عنف الهجوم الذي شنه رئيس الحكومة على قائمتهم أثناء الحملة الانتخابية.
 
وكانت استطلاعات الرأي قد وضعت الاتحاد الصهيوني برئاسة إسحاق هرتزوغ في المقدمة تليه قائمة نتانياهو تليهما القائمة العربية، ولكن النتائج الفعلية جاءت مخالفة إلى حد كبير لهذه التوقعات، ويبدو أن رئيس الحكومة الحالي سيحتفظ بمنصبه وأن عدد المقاعد الذي حصل عليه يسمح له بتشكيل الحكومة الجديدة دون الحاجة لعقد أي تحالفات أخرى، وإذا كانت القائمة العربية عازفة عن التعاون معه في إطار حكومة ائتلاف، فإن موازين القوى لا تجبر نتانياهو على مجرد التفكير في حلول من هذا النوع.
 
كافة التوقعات أشارت إلى أن القائمة العربية المشتركة ستصبح القوة الثالثة في الكنيست المقبل، وسيكون لديها، بالتالي، القدرة على لعب دور مؤثر يوصف في السياسة بدور "صانع الملوك"، إلا أن انتصار ناتانياهو بفارق يسمح له بتشكيل الحكومة الجديدة دون الحاجة لعقد تحالفات مع قوائم صغيرة.
القائمة العربية المشتركة كانت قد توقعت أن تحصل على 15 مقعدًا، وأن تساهم في إسقاط ما وصفته ب"اليمين الفاشي بقيادة بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان". وإذا كانت قد نجحت في أن تصبح القوة الثالثة في الكنيست، فهل حققت خطوات نوعية على مستوى النفوذ السياسي داخل البرلمان الإسرائيلي، يبدو أن النائب العربي طالب الصانع لا يعتقد ذلك في حديث للزميل حسن الحسيني
 
ويبقى السؤال الكبير حول قدرة هذه الكتلة على الاستمرار في تقديم أداء سياسي بصورة موحدة، ذلك إن هذه الوحدة لخوض الانتخابات فرضتها شروط اللعبة الانتخابية، ولم تأت نتيجة لتوافق سياسي، فهل يمكن للقائمة وتحركات أعضائها المنتظرة داخل الكنيست أن تقرب الأحزاب التي تضمها، وتخلق توافقا سياسيا حقيقيا بينهم، أم أن عنف المواجهة مع أغلبية يقف نتانياهو على رأسها سيؤدي لتفكيكها؟
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية