صدمة في الشارع الكيني بعد مقتل قرابة 150 شخصا في هجوم حركة الشباب الصومالية على جامعة غاريسا
بعد ستَ عشرة ساعة من تبادل إطلاق النار بين مسلحي حركة الشباب الإسلامية الصومالية و القوات الأمنية الكينية في جامعة غاريسا شرق كينيا، انتهت العملية العسكرية بمقتل مسلحي الحركة الأربعة. لكن بعدما أدى هجوم هذه الحركة إلى مقتل 147 شخصا أغلبهم من الطلبة والمئات من الجرحى، أصيب بعضُهم بجروح بليغة.
نشرت في: آخر تحديث:
مجموعة من حركة الشباب الصومالية (الصورة من يوتيوب)
نص:
فائزة مصطفى
إعلان
غداة هذا الاعتداء الذي وصف ب"الأعنف" في تاريخ البلاد، وعد وزير الداخلية الكيني بالتصدي لتهديدات هذه الحركة، المختص في النزاعات الإفريقية رولاند مارشال اعتبر الهجوم الأخير رسالة من حركة الشباب إلى قوات الاتحاد الإفريقي المرابطة في الصومال وقال لإذاعة فرنسا الدولية:"الزعيم الجديد لحركة الشباب والذي يتحدر من منطقة جوبالاند الصومالية والحدودية مع كينيا قد بدأ بشن سلسلة من الهجمات المكثفة على هذه المنطقة، وبالتالي من المتوقع جدا أن يوسع هذه الهجمات نحو الأراضي الكينية" .
وأضاف رولاند مارشال فقال: "استهداف المناطق داخل كينيا هو تأكيد من زعيم حركة الشباب بأن مشاركة القوات الكينية في قوة الاتحاد الإفريقي الذي يفوق عدد جنودها ال4000 مقاتل، واتخاذ القوات الكينية لمدينة كيسمايو بالصومال قاعدة عسكرية لها أمران يدلان على أن المشاركة العسكرية الكينية غير فعالة في الصومال ، وبالتالي فإن القوة الإفريقية غير قادرة على حماية الحدود الكينية".
الهجوم على جامعة غاريسا، و كذبة "أول نيسان"
وروى الناجون من المذبحة كيف بدا المهاجمون بالسخرية من الطلاب، كما أجبروهم تحت تهديد السلاح قبل قتلهم على الاتصال بأهاليهم ليضغطوا على الحكومة الكينية كي تسحب قواتها من الصومال.
وقال طالب يدعى سالياس أوموسا (20 عاما) إن المسلحين أيقظوا الطلاب عندما اقتحموا سكن الطلبة مع الفجر وقاموا بفصل المسلمين عن غير المسلمين "بحسب ملابسهم".وأضاف أوموسا أن المهاجمين بدأوا بالصراخ قائلين "نحن لا نهاب الموت، ستكون عطلة فصح جميلة بالنسبة إلينا"، مضيفا "ثم بدؤوا بإطلاق النار".
وذكر طلاب أن شائعات عن هجوم قريب على الجامعة سرت خلال الأيام الأخيرة . وقال أحدهم "لم يأخذ أحد ذلك على محمل الجد"، بينما قالت طالبة تدعى كاترين إنها "اعتقدت أنها كذبة الأول من نيسان - أبريل".وفيما كان مسلحو حركة الشباب يفتشون الغرف لقتل من تبقى من الطلبة، قام بعض التلامذة بتلطيخ أنفسهم بدماء زملائهم القتلى والتظاهر بالإصابة.
وقال روبين نياورا وهو عامل في وكالة الإغاثة الدولية لوكالة فرانس برس إن "الفتيات أخبرنني أن المسلحين قالوا أنهم جاؤوا قاتلين أو مقتولين، ثم أمروا النساء بأن يلطخن أنفسهن بالدماء وسخروا منهن".
وأضاف انه روع أمام عدد الجثث المنتشرة في سكن الطلاب وقال "كانت الجثث في كل مكان ورأينا قتلى تفجرت رؤوسهم والرصاص في كل مكان".
البحث عن المفقودين، وإدانات دولية
و تستمر اليوم الجمعة عملية البحث عن مفقودين من الطلبة الذين لم يعرف مصيرهم لحد الساعة، و تستعد المئاتُ من عائلات الضحايا لتشييع الطلبة الكينيين الذي سقطوا في هذه العملية، كما ارتفعت أصواتٌ تدعو إلى الوحدة بين جميع الطوائف والديانات في هذا البلد الذي يعرف منذ السنوات الأخيرة هجماتٍ دموية من قبل حركة الشباب الإسلامية الصومالية.
وأثار هذا الهجوم الدامي ردود فعل دولية، في مقدمتها البابا الفاتكان فرنسيس الذي اعتبره استهدافا واضحا للمسيحيين "بوحشية غير مبررة".
وتكثف حركة الشباب الإسلامية الصومالية الاعتداءات على الأراضي الكينية منذ 2011 ووصلوا إلى نيروبي ومومباسا الميناء الرئيسي في شرق إفريقيا.فقد كانت وراء الهجوم على مركز ويست غايت في نيروبي في أيلول/ سبتمبر 2013،والذي أوقع 67 قتيلا، كما نفذت سلسلة هجمات دامية على بلدت على الساحل الكيني في حزيران - يونيو وتموز- يوليو 2014 تم خلالها إعدام 96 شخصا بوحشية.
وفي نهاية تشرين الثاني-نوفمبر الماضي، أعدمت حركة الشباب 28 راكبا كانوا في حافلة معظمهم أساتذة قرب مانديرا.