إسرائيل - فلسطين

صور: للمرة الثانية اعتداء على كنيسة "الخبز والسمك" والمشتبه بهم متطرفون يهود

كنيسة الطابغة (فليكر / Steve Conger)

شب حريق يشتبه في انه متعمد فجر الخميس في كنيسة الطابغة الاثرية على ضفاف بحيرة طبريا شمال القدس مخلفا أضرارا جسيمة، وحيث عثر على كتابات بالعبرية تنادي بالقضاء على "الوثنيين".

إعلان

وبعد الاعلان عن توقيف 16 شابا من مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة على خلفية هذه القضية، افادت لوبا السمري المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية "ان الشرطة اخلت سبيل الشبان (...) دون قيد او شرط بعد ان استشف خلال التحقيقات ان لا علاقة تربطهم بحرق الكنيسة، والتحقيقات ما زالت جارية".

وكانت الشرطة اعلنت عن توقيف الشبان للتحقيق معهم. وهم من سكان بلدات ومستوطنات مختلفة بالضفة الغربية ويدرسون معا بأحد المعاهد الدينية بمستوطنة
يتسهار بالقرب من منطقة الكنيسة. وكان بين الموقوفين عشرة من يتسهار التي تعد معقلا للمتطرفين وتورط بعض سكانها سابقا في حوادث على خلفية الكراهية.

وكانت المتحدثة باسم الشرطة اكدت ان طواقم الاطفاء اخمدت الحريق في كنيسة الطابغة الكائنة قرب كفار ناحوم على ضفاف بحيرة طبريا شمال اسرائيل بعد ان "خلف اضرارا مادية جسيمة وبالغة". واضافت "كتبت على حائط المدخل كتابات مختلفة باللغة العبرية مثل "اللهم اقض على الوثنيين".

وكنيسة الطابغة هي للاباء البندكتيين التابعة للكنيسة الكاثوليكية. وقال الأب متياس احد الاباء الذين يديرون الكنيسة "ان احد المباني داخل المجمع دمر تماما في الحريق ولكن الكنيسة نفسها لم تتضرر".

واكدت السمري ان "الشرطة تتواصل في تحقيقاتها مع خبراء اخماد الحرائق والتشخيص الجنائي وتقوم بكافة اعمال الفحص والتحقيق بتفاصيل ملابسات الموضوع التي لم تتضح ماهيتها ولا دوافعها".

وتسمى كنيسة" الطابغة التابعة للكنيسة الكاثوليكية كذلك بكنيسة "الخبز والسمك" اذ شيدت احياء لذكرى معجزة السيد المسيح المذكورة في الانجيل وقام فيها بتكثير الخبز والسمك لإطعام الفقراء.

وقال مستشار الكنيسة الكاثوليكية وديع ابو نصار لوكالة فرانس برس "الحريق متعمد. نحن نتعامل مع مدلولات الكتابة الموجودة التي تصف المسيحيين بانهم عبدة الاوثان وهذه شعارات يرفعها متطرفون يهود، لكن الشرطة لا زالت تحقق ونحن لا نستطيع اتهام احد حاليا".

واضاف "ان سائحة (19 عامة) ورجلا مسنا يعمل على خدمة الكنيسة (79 عاما) اصيبا جراء استنشاق دخان الحريق".

ومن جهته دان رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست ايمن عودة احراق الكنيسة.

وقال لوكالة فرانس برس "ان جريمة احراق الكنيسة في طبريا ليست عمل مجموعة صغيرة من المتطرفين بل جريمة كراهية تنضم الى عشرات الحوادث المماثلة لتدفيع الثمن وهي ظاهرة آخذة في الاتساع وهي نتائج تحريض الحكومة وسياستها العنصرية والاقصائية".

واضاف عودة انه "على الشرطة القاء القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة".

وراى عودة "ان الحل الجذري يجب ان ياتي من اعلى الهرم. الحكومة العنصرية التي تحرض على الاقلية القومية العربية في البلاد وتخوف الجمهور من هذه الاقلية هي حكومة غير شرعية ويجب ان ترحل".

من جهتها دانت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان إقدام متطرفين يهود على حرق كنيسة "الخبز والسمك".

كما ادانت "بشدة تصاعد اعمال العنف وجرائم الكراهية المنظمة التي يمارسها متطرفون يهود ضد المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية" ووصفت هذه الممارسات بانها "حرب طائفية تحدث بحماية وتوجيه من حكومة التطرف الإسرائيلية".

وتعرضت كنيسة الطابغة لهجوم سابق في ابريل /نيسان 2014 وقال مسؤولون في الكنيسة ان مجموعة من المراهقين اليهود المتدينين الحقوا اضرارا بالصلبان وهاجموا رجال الدين.

اما نائبة وزير الخارجية الاسرائيلي تسيفي حوطفيئلي فاستنكرت في بيان لها الحادث قائلة "نحن ندين مثل هذه الاعتداءات".

ودان حاخام الاشكناز (اليهود الغربين) الاكبر دافيد لو هذه الاعمال وقال" انها تضر بالقيم اليهودية والاخلاقية".

ودعا الحاخام في بيان "القادة الدينيين الى توخي الحذر من الظواهر المتطرفة حتى لا تمس بنسيج العلاقات المحترمة التي توجد بين الأديان في إسرائيل".

الدمار الذي خلفه الحريق داخل كنيسة الطابغة (رويترز)

وفي نيسان/ابريل الماضي قام مجهولون بتكسير شواهد قبور في مقبرة كفر برعم المسيحية المارونية القريبة من الحدود مع لبنان.

في ذلك الشهر، اعلن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عن عزمه التصدي للهجمات على الكنائس التي تعرض العديد منها لحرائق وذلك خلال زيارة تاريخية لبطريركية القدس الأرثوذكسية الواقعة في القدس الشرقية.

وفي نهاية شباط/فبراير، تم إحراق مبنى تابع للكنيسة الارثوذكسية قرب القدس القديمة. وجاء هذا الهجوم إثر سلسلة هجمات مماثلة استهدفت كنائس ومساجد في الضفة الغربية المحتلة ونسبت إلى متشددين يهود.

وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية تعرف باسم "تدفيع الثمن" وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.

وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية