برنامج إيران النووي
مجلس الأمن يتبنى الاتفاق النووي الإيراني
تبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين قرارا بالإجماع يصادق على الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الكبرى ويمهد الطريق أمام رفع العقوبات الدولية التي تنهك اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
نشرت في:
إعلان
وبحسب نص القرار، سيتم وقف العمل تدريجيا بسبعة قرارات صادرة عن المجلس منذ 2006 تتضمن عقوبات على إيران، بشرط التزام إيران حرفيا بالاتفاق.
وكانت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) إضافة إلى ألمانيا قد أبرمت الاتفاق التاريخي مع طهران الثلاثاء الماضي في فيينا، ويقضي برفع تدريجي ومشروط للعقوبات مقابل ضمانات بعدم اقتناء طهران للسلاح الذري.
الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب عن ارتياحه لهذه "الرسالة الواضحة" من الأمم المتحدة المؤيدة للاتفاق، وقال إن اعتماد هذا القرار بالإجماع "سيوجه رسالة واضحة مفادها أن عددا كبيرا جدا من الدول" يعتبر أن الدبلوماسية "هي بالتأكيد أفضل مقاربة للتأكد من أن إيران لن تتمكن من الاستحواذ على السلاح الذري، ويرى بعض المراقبين أن أوباما كان يخاطب، في الوقت ذاته، أعضاء الكونجرس المفترض أن يصوتوا على قبول الاتفاق أو رفضه، نظرا لأن بعض الأعضاء يتحفظون على اتفاق يسمح للجمهورية الإسلامية بالاحتفاظ ببرنامج نووي، ولا يثقون بالتزام طهران بسلمية هذا البرنامج.
وعلق السفير الروسي فيتالي تشوركين على ذلك بقوله "إننا لا نطوي صفحة فحسب بل فصلا كاملا (...) من خلال خلق واقع جديد"، مضيفا "نأمل أن تتكيف جميع الدول بسرعة مع هذا الواقع الجديد وتسهم في إنجاح الاتفاق".
بينما نبه السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، من جهته، إلى أن "الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة"، مضيفا "سنحكم خطوة بخطوة على إرادة إيران في إنجاح هذا الاتفاق".
وكما كان متوقعا رفضت إسرائيل الاتفاق، الذي يثير، في الوقت ذاته، قلق دول الخليج العربية. ودعا السفير الإيراني غلام علي خوشرو أمام مجلس الأمن جيران بلاده إلى "العمل سويا لمواجهة تحدياتنا المشتركة ومنها التطرف العنيف".
السفير الإسرائيلي رون بروسور اتهم مجلس الأمن، أمام الصحافيين، بأنه "كافأ اخطر دولة على الكوكب"، مضيفا "إنه يوم حزين بالنسبة لإسرائيل والعالم".
وبموجب القرار "يصادق" مجلس الأمن على اتفاق فيينا و"يطالب بإلحاح بتطبيقه كاملا وفق الجدول الزمني الذي وضعه" المفاوضون كما يدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى العمل على تسهيل تطبيقه.
ويكلف مجلس الأمن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "القيام بعمليات التحقق والمراقبة الضرورية للالتزامات النووية التي اتخذتها إيران" مثل الحد من عدد أجهزة الطرد المركزي وخفض مخزونها من المواد الانشطارية، ويطالب إيران ب"التعاون الكامل" مع الوكالة.
وعند تلقي المجلس تقريرا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد أن البرنامج النووي الإيراني أصبح سلميا بصورة كاملة، "يتم إلغاء" القرارات السبعة التي اتخذتها الأمم المتحدة منذ 2006 لفرض عقوبات على إيران وهي القرارات 1696 و1737 و1747 و1803 و1835 و1929 و2224.
وتقضي هذه القرارات بحظر بيع إيران معدات أو خدمات على ارتباط بالأنشطة النووية الإيرانية وتجميد أموال شخصيات وشركات إيرانية وفرض حظر على الأسلحة التقليدية والصواريخ البالستية.
غير أن اثنين من إجراءات الحظر سيبقيان ساريين لمدة خمس سنوات، ويتعلقان بالمعدات والخدمات المرتبطة بالأنشطة النووية ولمدة ثماني سنوات بالنسبة إلى الأسلحة والصواريخ.
وفي حال خالفت إيران أيا من التزاماتها، فسيكون بوسع المجلس عندها إعادة فرض كامل مجموعة العقوبات بشكل شبه تلقائي. ويكفي أن ترفع إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تملك حق الفيتو فيه، قرارا ينص على أن العقوبات تبقى مرفوعة ثم ان تضع فيتو على هذا القرار نفسه حتى تفرض العقوبات مجددا.
وهذه الآلية هي الأولى من نوعها، وتسمى ب"العودة إلى الوضع السابق" (سناب باك) ستبقى سارية طوال مدة الاتفاق أي عشر سنوات غير أن الدول الكبرى أعلنت منذ الآن نيتها تمديدها لخمس سنوات إضافية بموجب قرار جديد لتبقى سيفا مسلطا على إيران لمدة 15 عاما بالإجمال.
كما كان كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا عقوبات اقتصادية على إيران، وخصوصا في مجالي الطاقة والمال، وينص اتفاق فيينا على رفع هذه العقوبات تدريجيا وبشروط.
ويبقى أمام الاتفاق أن يتخطي عقبة الكونغرس الأميركي الذي يفترض أن يصوت خلال ستين يوما على الاتفاق الذي تعارضه غالبيته الجمهورية.
الدول الكبرى تعول على مساهمة إيران في إخماد الأزمات الإقليمية التي يعجز مجلس الأمن عن تسويتها في ظل الخلافات العميقة القائمة داخل صفوفه بين الروس والغربيين. غير أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي حذر السبت بان بلاده ستواصل دعم "أصدقائها" مثل النظام السوري والمتمردين الحوثيين في اليمن.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك