خاص - سوريا

دي ميستورا لـ"مونت كارلو": آن الأوان لحوار روسي/أمريكي وإيراني/سعودي حول سوريا

دعا الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مقابلة خاصة لـ"مونت كارلو الدولية" السعودية وإيران إلى التحاور من أجل إيجاد حل للأزمة السورية وتثبيت الاستقرار في المنطقة. هنا نص الحوار:

دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي في جنيف في 5 أيار 2015 (أ ف ب)
إعلان

سيد ستافان دي ميستورا، تزورون بروكسل فيما أوروبا منهمكة بأزمة اللاجئين ولاسيما من سوريا، ما الذي تحمله هذه الأزمة من رسالة برأيك؟

الرسالة حملها لنا الطفل إيلان الكردي من خلال موته بهذا الشكل المأساوي على الشاطئ التركي. والرسالة تقول إننا نحن السوريون فقدنا الأمل.. لقد فقدنا كل أمل في إيجاد حل لهذا النزاع.. انتظرنا خمس سنوات واعتقدنا بوجود صيغة حل، تحملنا الحرب وعانينا من نقص الماء والكهرباء. تحملنا القصف المتواصل فوق رؤوسنا، والآن رأينا وصول تنظيم "داعش". لم يعد لدينا أي أمل ولذلك قررنا الرحيل.

والحل برأيكم، ألا يزال سياسياً أم أن علينا إيجاد وسيلة أخرى لهذه الأزمة؟

لقد انعقد حتى اليوم مؤتمران في جنيف، وأجرينا العديد من الاجتماعات والمفاوضات شاركت فيها شخصياً، ولكني أعتقد أن الطفل إيلان الكردي قال لنا إنه لم يعد هناك من الوقت لعقد المؤتمرات ويجب الآن إجراء محادثات جدية بين الذين يملكون القدرة على وقف هذه الحرب.

ومن دون روسيا وأميركا هذا غير ممكن، إنهما يتحاوران ويواصلان البحث بشكل جدي ولكنهما لم يتوصلا بعد إلى تسوية. علينا مساعدتهما على الفهم بأننا وصلنا إلى ساعة الحسم. وهناك أيضاً بلدان أساسيان: إيران والسعودية اللذان لم يتحاورا بعد وآن الأوان لكي يبدآ بالتحاور من أجل الاستقرار الإقليمي. فعدم الاستقرار في المنطقة يطال سوريا ويمكن أن يشمل أيضاً لبنان واليمن والعراق.

لماذا ليس هناك من حوار بين السعودية وإيران، ما هي الأسباب؟

لا حوار بين إيران والسعودية لأن الثقة معدومة بينهما وهما لا زالا يعتقدان بإمكانية التنازع بشكل غير مباشر حول نظرتين مختلفتين للشرق الأوسط، ولكن الواقع هو أن هذا النزاع يجلب الدمار إلى بلد كسوريا ويتسبب بكارثة إنسانية ويولد اللااستقرار وهو نقيض ما يسعيان إليه، ولاسيما أن الاستقرار في المنطقة يصبّ في مصلحتهما.. إلا أن العكس هو ما يحصل.
فلبنان حالياً في حالة عدم استقرار، بلا رئيس للجمهورية وتحت عبء عدد هائل من اللاجئين. تركيا لديها مليون وتسعمائة ألف لاجئ والأردن كذلك وهذه ليست سوى البداية.

هناك ستة ملايين وسبعمائة ألف نازح في سوريا فهل تعتقدون بأنهم سيقبلون بعد بتحمل القصف من هذا الجانب أو ذاك أم أنهم سيحاولون الرحيل؟

إذن برأيكم هذه الأزمة ستتفاقم إن لم يتم التوصل إلى حل سريع للنزاع في سوريا؟

كل الأطراف التي نلتقي بها في المؤتمرات تقول لنا بأنه لا يوجد حل عسكري. بشار الأسد يقول ذلك والمعارضة والدول التي تساندهما تقول الشيء ذاته ولكن الجميع يواصل أوتوماتيكياً دعم الحلول العسكرية إلا أننا وصلنا إلى النقطة التي تؤكد بأن انتظار التوفيق بين ما يقولونه وما يقومون به فعلياً سيتم تجاوزه بعنصرين أساسيين: أولا تقدّم تنظيم "داعش" الذي يواصل توسعه مستفيداً من هذا النفاق وثانياً السوريون أنفسهم الذين باتوا يقولون "خلص كفاية".

ماذا بالنسبة لمهمتكم؟ أين وصلتم وما الذي تحقق؟ مع العلم أنها تبدو أكثر من ضرورية لوقف النزاع والكارثة الإنسانية.

إن مهمة الأمم المتحدة ليست مهمتي الشخصية. إنها مهمة الأمم المتحدة التي لن تتخلى أبداً عن الشعب السوري. ومهمتنا هي قول الحقيقة المستوحاة من مأساة اللاجئين الإنسانية وبخاصة مأساة الطفل إيلان التي فتحت أعيننا جميعاً، وحتى أنا أصبحت أعتقد بأنه لم يعد لديّ المتسع من الوقت لعقد الاجتماعات للبحث عن حلول سياسية وفور انتهائها تعود الأطراف المشاركة إلى مواصلة المعارك أو تزويد المتحاربين بالسلاح.

وعملياً ما المخرج؟

الحل السياسي موجود. لدينا صيغة حل ولكن على الأطراف الجلوس أولاً إلى الطاولة. أنا لم أشهد نزاعاً واحداً فقط في حياتي المهنية. لقد عرفت تسعة عشر نزاعاً في غضون ثلاثة وأربعين عاماً ولا يوجد نزاع لم ينته إلا بعد أن توقف عنه الأوكسجين. وأوكسجين الحروب يعني المال والسلاح. فحين ينقطع الأوكسجين تتوقف الأطراف عن التحارب ويجلسون للبحث عن حل وهنا الأمم المتحدة متخصصة في إيجاد صيغ لإنقاذ البلد.

ولكن يجب أولا وقف الحرب وأعتقد بأنه آن الأوان لكي تتحاور روسيا وأميركا جدياً وسريعاً، وكذلك وخصوصاً البلدان اللذان يرفضان التحاور حتى الآن واللذان عليهما أن يبدآ فوراً وهما إيران والسعودية.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية