سوريا

خبراء: سوريا مأزق لكلا المعسكرين روسيا والغرب

يرى خبراء أن الغربيين يواجهون مأزقا في سوريا في مواجهة استراتيجية ‏موسكو لكنهم يستطيعون العودة إلى مواقعهم من جديد إذا تعثرت الحملة ‏العسكرية الروسية وتغلبت الحاجة إلى التعاون على الحسابات السياسية.‏

فيسبوك
إعلان

ومنذ بداية الضربات الجوية الروسية التي تتوالى بلا توقف وعرض القوة ‏البحرية من قبل موسكو باستخدام صواريخ عابرة، فقد التحالف الدولي بقيادة ‏الولايات المتحدة السيطرة في النزاع السوري.‏

وقال توماس غومار مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس إن ‏‏"الروس يقومون بإنشاء فقاعة فوق سوريا ويتحدون التفوق الجوي الذي كان ‏يتمتع به الغربيون".‏

وتواصل طائرات التحالف غاراتها على سوريا لكن طائرات السوخوي ‏الروسية تزعجها إلى درجة أنها اضطرت للتخلي عن بعض المهام باعتراف ‏وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفسها.‏

وأضاف الروس إلى حملتهم الجوية الأربعاء إطلاق 26 صاروخا عابرا من ‏سفن ترسو في بحر قزوين على بعد 1500 كلم عن الأراضي السورية.‏

‏ وقال توماس غومار "إنها رسالة سياسية واستراتيجية قوية جدا... روسيا ‏تقوم برفع قدراتها للردع غير النووي" بقدرة على الضرب في عدد من ‏الميادين.‏

وتتهم واشنطن التي فوجئت بذلك، موسكو بأنها تدعم في هجماتها الرئيس ‏السوري بشار الأسد، وتتوقع أن يتكبد الجيش الروسي "خسائر" بشرية ‏قريبا.‏

ويتابع الأميركيون خصوصا بعجز عمليات القصف الروسية للمعارضة ‏السورية "المعتدلة" التي كانت تحاول تنظيم صفوفها من دون جدوى.‏

ورأى ايغور سوتياجين الخبير العسكري في معهد رويال يونايتد سرفيسز في ‏لندن أنه كما حدث في جورجيا في 2008 وأوكرانيا في 2014، يمتنع ‏الغربيون عن الرد العسكري وهو الأسلوب الوحيد برأيه "القادر على وقف ‏العمليات الروسية فورا".‏

أما جوليان بارنس داسي المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ‏في لندن فيرى أن "لا أحد في الغرب يرغب في الدخول في حرب مع روسيا ‏لأن التصعيد قد لا يؤدي سوى إلى مزيد من العنف ومزيد من الهجرة".‏

وأضاف هذا الخبير أن روسيا تتحمل أيضا "مسؤولية كبيرة" في الأزمة لأن ‏حملة الضربات الجوية التي تشنها يمكن أن تدفع المعارضة المعتدلة إلى ‏تنظيم "الدولة الإسلامية" مما يضاعف التهديد الإرهابي.‏

وتابع "نأمل أن تضغط روسيا على الأسد لوقف عمليات قصف المدنيين ‏ببراميل متفجرة ولفتح الطريق أمام مساعدة إنساية تؤمن بديلا (لمساعدات) ‏الجماعات الجهادية".‏

وقد تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استعادة زمام المبادرة على ‏الساحة الدولية باقتراحه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة تحالفا ‏واسعا ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" ثم بشن عملياته في سوريا، لكن ‏انتصاره ليس مؤكدا.‏

فقد ينجح في إعادة دور بشار الأسد وتعزيز المصالح الاستراتيجية لروسيا ‏في المنطقة والظهور في موقع قوة على طاولة المفاوضات.‏

أما كاميل غران مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية فقد رأى أنه إذا لم تنجح ‏هذه المناورة كما خطط لها الروس "قد يلاحظون إلى أي درجة يعاني بشار ‏الأسد من ضعف على الأرض" وقد يقررون "العمل على تقريب المواقف".‏

وأضاف إن الاستراتيجية الروسية التي ترتكز على دعم مفتوح للأسد ‏واللجوء إلى القوة "ليست على درجة كافية من التركيز لتكون مجدية".‏

وتابع إن "بوتين يعرف كيف يكون براغماتيا أيضا. ففي أوكرانيا نجح إلى ‏حد ما في المناورة في مينسك، باعتقاده أنه في موقع قوة أو أنه يستطيع أن ‏يحصل على المزيد خلال أكثر من ستة أشهر".‏

وإذا استعاد العمل الدبلوماسي زمام الأمر فقد يستوحي أطراف الأزمة من ‏الصيغة التي استخدمت في الملف النووي الإيراني أي مجموعة 5+1 (الدول ‏الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وألمانيا) التي تفاوضت مع ‏طهران.‏

وأكد المحلل يوجين رامر من مركز الدراسات والتحليلات في مركز ‏كارنيغي الأميركي "حان وقت إعادة العمل بهذه الصيغة التي أثبتت جدواها ‏في أزمات أخرى كان يعتقد أنها غير قابلة للحل" وأضاف، "يمكن لهذه ‏الصيغة أن تسمح بإشراك إيران الدولة الفاعلة الأساسية في سوريا التي يبدو ‏الحل غير ممكن بدونها".‏
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية