الروبوتات: تكنولوجيا مفيدة قد تتحول إلى خطر
نشرت في:
يجمع علماء على أن التقدم المحرز في السنوات الخمس الأخيرة حول الذكاء الاصطناعي سيسمح بصنع روبوتات قادرة على القيام بكامل المهام البشرية تقريبا ما يهدد عشرات ملايين فرص العمل في السنوات الثلاثين المقبلة.
ويقول موشيه فاردي مدير معهد "إنستيتوت فور إينفورمايشن تكنولوجي" في جامعة رايس في تكساس "نقترب من الوقت الذي ستتفوق فيه الآلات على الإنسان في كل المهام تقريبا".
نهاية عمل الإنسان؟
ويضيف ردا على أسئلة طرحت عليه إلى جانب خبراء آخرين السبت 14 شباط ـ فبراير الجاري، خلال المؤتمر السنوي لجمعية "أميريكن سوساييتي فور ذي ادفانسمنت اوف ساينس" في واشنطن، "يجب أن يبحث المجتمع في هذه المسألة من الآن لأنه في حال تمكنت الروبوتات من القيام بكل ما نقوم به من أعمال تقريبا فماذا عسانا نفعل".
ولا يستبعد العالم نهاية عمل الإنسان مضيفا "السؤال يبقى هل أن الاقتصاد
العالمي قادر على التكيف مع بطالة تفوق نسبة 50 %". وهو يعتبر أن كل المهن مشمولة بالتهديد.
200 ألف روبوت صناعي في الولايات المتحدة
وقد أحدثت الأتمتة والروبوتات ثورة في القطاع الصناعي في السنوات الأربعين الأخيرة، رافعة الإنتاجية على حساب العمل. وقد بلغ استحداث فرص العمل الجديدة ذروته في القطاع الصناعي في العام 1980 في الولايات المتحدة إلا أنه لا يكف عن التراجع منذ ذلك الحين مترافقا مع ركود في عائدات الطبقة المتوسطة على ما يوضح فاردي.
وثمة اليوم أكثر من 200 ألف روبوت صناعي في الولايات المتحدة وعددها مستمر بالارتفاع.
ويتركز البحث راهنا على قدرة هذه الآلات على التفكير فيما أحرز تقدم ملفت جدا خلال السنوات العشرين الأخيرة حسب ما يقول هذا الخبير.
ويضيف "كل الأسباب تدفعنا إلى توقع أن يكون التقدم الذي سيحرز في السنوات الخمس والعشرين المقبلة ملفتا أيضا".
وهو يعتبر أن 10 % من الوظائف التي تتطلب قيادة آليات في الولايات المتحدة قد تختفي بسبب أتمتة القيادة في غضون 25 عاما.
توقعات باختفاء أنواع من الوظائف للبشر
ويتوقع بارت سلمان أستاذ علوم المعلوماتية في جامعة كورنيل من جهته "ظهور في السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة أجهزة مستقلة في المجتمع تسمح بالقيادة الذاتية للسيارات والشاحنات فضلا عن التحكم بطائرات مراقبة من دون طيار".
ويوضح الخبير أن تقدما مهما جدا أحرز منذ خمس سنوات في مجال الرؤية والسمع الاصطناعيين يسمح للروبوتات بالرؤية والسمع كالبشر.
تراجع تحكم الإنسان بالأمور لصالح الروبوتات
ويقول سلمان إن الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة كانت الأعلى في العام 2015 منذ استحداث مجال البحث هذا قبل خمسين عاما ذاكرا خصوصا "غوغل" و"فيسبوك" و"تيسلا" التي يملكها المليادرير ايلون نماسك. ويشدد على أن البنتاغون طلب 19 مليار دولار لتطوير أنظمة تسلح ذكية.
ويجمع الخبراء على القول إن المقلق في هذه البرمجيات الجديدة هي قدرتها على تحليل البيانات وتنفيذ مهام معقدة.
ويقول سلمان "يمكن التساؤل هنا حول مستوى الذكاء الاصطناعي الذي يمكن لهذه الروبوتات أن تصل إليه وما إذا كان البشر سيفقدون يوما التحكم" بالأمور.
وكان عالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينغ حذر من هذا الخطر موضحا أن "البشر محددون بتطور بيولوجي بطيء. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يتطور بوتيرة أسرع بكثير".
دعوات لمنع الأسلحة الذكية المستقلة
وقد دفعت هذه الأسئلة العلماء إلى التفكير بوضع قواعد أخلاقية للإحاطة بتطور الذكاء الاصطناعي والبرامج المتمحورة على الأمن.
وأطلق أيلون ماسك في العام 2014 مبادرة بقيمة عشرة ملايين دولار لهذه الغاية معتبرا أن الذكاء الاصطناعي "قد يكون بخطورة النووي".
وفي العام 2015 نشرت مجموعة من الشخصيات البارزة من بينها ستيفن هوكينغ وايلون ماسك وستيف فوزينياك أحد مؤسيي "آبل" رسالة مفتوحة تدعو إلى "منع الأسلحة المستقلة".
وأوضح هؤلاء "في حال طورت قوة عظمى أسلحة مجهزة بذكاء اصطناعي مستقل فهذا سيؤدي إلى سباق خطر على هذا النوع من التسلح".
ويعتبر فيندل والاش من جامعة يال أن هذه المخاطر تلزم المجتمع الدولي رص الصفوف. وأكد السبت 15 شباط ـ فبراير الجاري، أنه ينبغي "التحقق من أن التكنولوجيا ستبقى خادما وفيا ولا تتحول إلى سيد خطر".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك