"إنسان فلوريس" انقرض قبل فترة أقصر مما كان يعتقد

وتم توصيف إنسان فلوريس بالاستناد إلى هيكل عظمي (جمجمة بوضعها الأساسي تقريبا وعظم الفخذ وساق ويدان وقدمان بوضع غير مكتمل وجزء من الحوض وأجزاء من فقرات) إضافة إلى بعض بقايا فرد آخر تم تحديد موقعها في أيلول/سبتمبر 2003 في كهف ليانغ بوا.

ويقع الكهف موقع الاكتشاف على بعد 14 كيلومترا شمال روتنغ عاصمة مقاطعة مانغاراي في منطقة فلوريس الغربية.

ومنذ هذا الاكتشاف، أثار إنسان فلوريس واسمه العلمي "هومو فلوريسيينس" ويلقب أحيانا ب`"هوبيت" نسبة الى الشخصيات الصغيرة في سلسلة "ذي لورد اوف ذي رينغز" (سيد الخواتم) إشكاليات علمية عدة.

وتناولت هذه الإشكاليات بداية شكل هذا الإنسان وأصله. فمع طول قامة يقارب مترا ووزن 25 كيلوغراما، كان لهؤلاء رأس صغير بدرجة غير طبيعية نسبة إلى جسمهم، مع دماغ يقارب بحجمه ذلك الموجود لدى قرد الشمبانزي.

والتساؤلات في هذا الشأن كثيرة بينها هل هذا الإنسان يمثل سلالة منفصلة أم هو سليل أجناس بشرية أخرى? هل هو إنسان عاقل مصاب بحالة تقزم او صغر جمجمة او تثلث صبغي? ورغم عدم توفر إجابات قاطعة الا ان الثابت هو ان إنسان فلوريس يثير حماسة كبيرة في أوساط العلماء.

فقد أظهرت دراسة اخيرة نشرت في شباط/فبراير 2016 وتستند إلى شكل جمجمة "الرجل الصغير" أن هذا الجنس الإنساني لا يرتبط البتة بالإنسان العاقل بل ثمة تشابه كبير مع خصائص الإنسان المنتصب (هومو ايريكتوس).

لكن طرأ تطور جديد على هذا الخط يتمثل في التساؤل في شأن عمر انسان فلوريس.

فخلال عمليات نبش جديدة اجريت بين 2007 و2014، أعاد توماس سوتيكنا من جامعة ليكهيد الكندية وزملاؤه (بعضهم شاركوا في عمليات النبش الأولى) درس وسائل تحديد تاريخ طبقات الرواسب الموجودة في الكهف.

وبنتيجة هذه الدراسة تبين أن اثر إنسان فلوريس فقد من كهف ليانغ بوا قبل 50 ألف سنة وليس قبل 12 ألف سنة كما كان يعتقد سابقا.

كذلك فقد اثرت أجناس أخرى على الجزيرة قبل 50 ألف سنة من دون معرفة السبب.

وكل هذه المعطيات تثير تساؤلا آخر: هل عاش إنسان فلوريس طويلا بما يكفي لدرجة أنه التقى الإنسان المعاصر الذي وصل استراليا قبل حوالى 50 ألف سنة.