كيف استخدم شامير ضابطاً نازياً لقتل عالم ألماني تعامل مع مصر؟

وكشفت الصحيفة هوية القاتل من خلال تحقيق تضمن مقابلات أجرتها مع ضباط سابقين من الموساد وأشخاص تمكنوا من الاطلاع على أرشيف الاستخبارات الإسرائيلية. ويتعلق الأمر بحسب هآرتس بالعقيد السابق في قوات "فافن إس إس" العسكرية النازية أوتو سكورزيني.

ويعرف سكورزيني خصوصاً بمشاركته في حدثين هامين. الأول كان تسهيله لهروب بينيتو موسوليني في أيلول/سبتمبر 1943 الأمر الذي سمح لهذا الأخير بإنشاء "جمهورية سالو" الفاشية شمال إيطاليا. أما الثاني فقد تم إرساله إلى مدينة فيشي الفرنسية بغرض مراقبة الماريشال بيتان ومحاولة منعه من الذهاب إلى شمال أفريقيا.

ووفقاً للصحيفة، فإن هاينز كروج، والذي كان عنصراً في النظام النازي من خلال عمله مع فريق العالم فيرنر فون براون، كان على موعد مع سكورزيني يوم اختفائه ليحصل على مساعدته في مواجهة تهديدات بالقتل بسبب تعاونه مع المصريين. لكن كروج أعدم لاحقاً في غابة بالقرب من ميونيخ قبل أن تذاب جثته بالأسيد وتدفن في حفرة مغطاة بالجير في عملية رتبها اسحق شامير الذي كان رئيساً للعمليات الخاصة في الموساد قبل أن يصبح رئيساً للوزراء.

وتضيف الصحيفة أنه "حين يثبت أن تحالفات قصيرة الأجل قد تكون مفيدة، كان الإسرائيليون على استعداد لتناول العشاء مع الشيطان إذا بدا ذلك ضرورياً". ورغم تبرئة سكورزيني من ارتكاب جرائم حرب من قبل الحلفاء عام 1947، فقد اعتقل قبل أن يتمكن من الهرب عام 1948. عام 1962، وافق أخيراً على التعاون مع الموساد بشرط (لن يتحقق في نهاية المطاف) أن يتم سحب اسمه من قائمة النازيين المطلوبين.

ويعرف المؤرخون أن إسرائيل متورطة في مصائر العلماء الألمان الذين تعاونوا مع النظام الإسرائيلي. ففي كتابهما "حروب إسرائيل السرية: تاريخ جهاز الاستخبارات الاسرائيلي" (1991)، يقول ايان بلاك وبيني موريس أن "التعامل مع منتسبين سابقين إلى جهاز "SS" كان يشعر الإسرائيليين بالاشمئزاز، ولكنهم [...] بذلك كانوا يشكلون مصدراً لا يستهان به للمعلومات" كما تثبت ذلك "المعلومات الهامة عن العلماء الألمان التي قدمها الكوماندوز الأسطوري العقيد أوتو سكورزيني".