وثائق بنما

لعالم الفن وجامعي القطع الفنية مكانهم أيضاً في "وثائق بنما"

كشفت فضيحة "وثائق بنما" التي هزت الأوساط السياسية والاقتصادية الدولية أن عدداً من المستفيدين من "خدمات" مكتب "موساك فونسيكا" البمني هم من المرتبطين بعالم الفن وبينهم خاصة حفيدة ووريثة الفنان الإسباني بيكاسو وثلاثة من كبار جامعي القطع الفنية حول العالم.

أ ف ب
إعلان

وقالت صحيفة "لوموند"، الشريك الفرنسي في التحقيق الصحافي الأضخم في التاريخ، أن شركات المزادات حول القطع الفنية كانت تبدي اهتماماً كبيراً بشركات أوفشور، ومنها شركة Christie’s المملوكة من قبل رجل الأعمال الفرنسي فرانسوا بينو والتي ساهم فيها سابقاً الملياردير البريطاني المقيم في جزر البهاماس جوزيف لويس.

عام 1997، أجرت Christie’s ما وصفته بـ"صفقة القرن" من خلال بيعها قطعاً فنية جمعتها على مدى 50 عاماً، تتضمن أعمالاً لبيكاسو ولرواد الفن الطليعي الأمريكي في الستينات. وقدرت كلفة تلك الأعمال بمليوني دولار بينما تم بيعها في "ليلة واحدة" بـ206 مليون دولار لصالح الأمريكي فيكتور غانز وزوجته سالي.

بعد عدة أشهر قام ورثة عائلة غانز ببيع المجموعة بـ168 مليون دولار لشركة تم تأسيسها عبر "موساك فونيسكا" في جزيرة نييوي قبل شهر من عملية البيع وأطلق عليها اسم Simsbury International Corp. وتبين "وثائق بنما" أن مجلس إدارة الشركة كان يتألف فقط من موظفي "موساك فونسيكا" وأن مالكها الحقيقي لم يكن شخصاً آخر سوى جوزيف لويس، المساهم الرئيسي في Christie’s التي باعت المجموعة.

وغالباً ما تلجأ شركات المزادات إلى ضمان مقدار معين من المال لصالح البائع مهما كانت نتيجة المزايدات حتى لا يفقد قيمة ما يعرضه للبيع. ولتقوم بذلك تعرض على جامعين للقطع الفنية ضمان مخاطر البيع على أن تتقاسم مع شركة المزادات والورثة الفائض الذي تحققه المزايدة. وهذه ممارسة قانونية شرط أن يتم إخبار المزايدين بأن للشركة مصلحة مالية خاصة في عملية البيع.

غير أن عملية بيع القطع التي ورثتها عائلة غانز لم تلتزم بهذا الشرط. وقام جوزيف لويس ببيع أسهمه في عام 1998 لفرانسوا بينو.

تضيف "لوموند" أن وثائق "موساك فونسيكا" تلقي الضوء كذلك على الخلافات بين ورثة رجل الأعمال اليوناني باسيل غولاندريس الذي خلف قطعاً فنية تقدر بـ3 مليارات دولار عند وفاته عام 1994. أحد أقاربه أقنع الزوجة أن غولاندريس باع منها 83 قطعة عام 1985 لشركة Wilton Trading S.A البنمية المؤسسة عام 1981. لكن بحسب المدعي العام السويسري فإن الحبر الذي تم استخدامه في طباعة عقد ملكية القطع لم يكن موجوداً في عام 1985!

شركات أخرى تأسست أيضا تحت رعاية "موساك فونسيكا" بدأت في بيع اللوحات التي جمعها غولاندريس، ومنها شركة Tricornio Holding التي باعت لوحة "فتاة تنظف نفسها" للفرنسي بيار بونار وشركة Heredia Holdings التي باعت لوحة للروسي الفرنسي مارك شاغال وشركة Jacob Portfolio Incorporated التي باعت لجامعي لوحات من كاليفورنيا لوحة للهولندي فان غوخ. الشركات الثلاث تملكها قريبة لدودا فوريديس شقيقة باسل غولاندريس.

وتابعت "لوموند" أن الصحافي الأميركي مارك شبيغلر نشر عام 2005 مقالاً مدوياً في صحيفة The Art Newspaper وصف فيه تجارة الفن "بواحدة من الأسواق الضخمة غير المنظمة الباقية في العالم" والتي قدرت مبيعاتها عام 2014 بـ55 مليار دولار. عام 2015 شهد انخفاضاً نسبياً في حجم المبيعات بسبب انحسار عدد المشترين من الصين بعد سلسلة إجراءات اتخذتها بكين لمكافحة الفساد.

جيك بيرنشتاين من "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين"

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية